بقلم: عزيز بن جميع
كثيرون يشاهدون لسعد بن يونس كنجم تلفزيوني لامع، لكن قلة فقط تعرف أن هذا الفنان الاستثنائي هو قبل كل شيء مسرحي متوّج بجائزة رئيس الدولة كأكثر طالب نجيب في المعهد العالي للفن المسرحي، وهو تتويج لم يأت صدفة، بل ثمرة موهبة حقيقية وصقل أكاديمي عميق.
لسعد بن يونس ليس ممثلاً عادياً، بل حالة فنية متفرّدة. هو عزيز الشاعر في دروب المواجهة، وجلال المعلّم في عم فرج، وصديق الماتر في منامة عروسية، وهو أيضًا بوي البكوش في مسلسل السانية. شخصيات متناقضة، عوالم مختلفة، وأداء يتلوّن مع كل دور كأنه حرباء فنية تعرف كيف تندمج وتختفي لتمنح الشخصية روحها الكاملة.
ما يميّز لسعد بن يونس حقًا هو صدقه الفني. مثقف، مجنون بالإبداع بالمعنى النبيل للكلمة، يرفض الروتين، لا يعترف بالنمطية، ولا يكرر نفسه. كل ظهور له هو مغامرة جديدة، وكل شخصية يقدمها تحمل بصمته دون أن تشبه ما قبلها.
إحساسه جميل، حضوره آسر، وأداؤه نابع من عمق التجربة لا من سطح الشهرة. لذلك، يبدو تكريمه واجبًا مستحقًا، وإن كان حب الجمهور الذي يحظى به في كل عمل أكبر وأصدق تكريم يمكن أن يناله فنان.
لسعد بن يونس، ابن جربة الأصيلة، جميل بالذات كما بالصفات، فنان يحمل في داخله روح الجزيرة وعمق المسرح وجرأة التلفزة.
دمت متألقًا… ودمت الأروع.



