تونس – الثقافة في القلب
في زمن أصبح فيه الفن محصورًا بين جدران المعارض الرسمية وقيود العروض الكبرى، تأتي مبادرة فريدة لتكسر النمط وتعيد الفن إلى مكانه الطبيعي: البيت.
"وهو في بيتي... بكل حميميته وصدقه" — هكذا اختارت صاحبة المبادرة أن تعرّف بمعرضها الفني-المنزلي، الذي يحمل عنوانًا لافتًا:
"Et c’est chez moi"
أي "وهو في بيتي".
على مدار يومي 3 و4 جويلية 2025، انطلاقًا من الساعة 18:30، تُفتح أبواب منزل خاص لتحوّله صاحبته إلى فضاء فنيّ مصغّر، حيّ، نابض بالمشاعر.
🖌️ معرض بلا حواجز... وبدون تكلّف
تصف المبادرة هذا المعرض بأنه "لقاء وديّ، دافئ، غنيّ بالألوان، حيث يحلّ الفن حيث نعيش".
لا بروتوكول، لا عروض رسمية، لا أضواء مبهرة، فقط لوحات، قطع خزفية، تفاصيل حميمة، ومشاعر صادقة تُعرض في ركن من أركان البيت، مثلما تُعرض في زوايا القلب.
وتضيف صاحبة الدعوة في وصف الحدث:
"كل شيء هنا من أجلكم، أنتم الضيوف، أنتم المتأملون، أنتم الرواة الجدد لكل قطعة ستلمسكم بصمتها."
🏡 عنوان الفن... صار بيتًا
الجميل في هذه التجربة ليس فقط أنها تُقرّب الفن من الناس، بل تُعيد له طبيعته الإنسانية الأولى، حيث لا حاجة لتذكرة دخول، ولا لباس رسمي، بل فقط... ابتسامة، قلب مفتوح، وشغف بالاكتشاف.
وفي خطوة تعكس الحميمية المقصودة، لم يُعلن عن العنوان مباشرة، بل يُرسل "عند الطلب"، كأنها دعوة خاصة لعشاء ثقافي بين الأصدقاء، أو لحظة صفاء بين الأرواح.
🌿 الفن حين يصبح تنفسًا
ما يُميّز هذا النوع من المبادرات أنه يُعيد للفن وظيفته النبيلة: لا ترفًا، ولا رفاهًا، بل وسيلة للتعبير، للحوار، للمصالحة مع الذات، وللإحساس الجماعي بأن الجمال قد يوجد في كل ركن... حتى في بيت بسيط قرر أن يفتح نوافذه للعالم.
💡 الفن لا يعيش في المتاحف فقط... بل أيضًا في قلوب من يؤمنون به
إنها دعوة لتجربة مختلفة، لتذوق الجمال بدون حواجز.
فهل نلبّي النداء ونذهب إلى ذلك البيت حيث يُعرض الفن، وتُعرض الأرواح، في أبهى تجلّياتها؟