حاورها: عزيز بن جميع
في عالم يموج بالتحديات السياسية والإعلامية، تبرز أسماء نسائية لامعة استطعن بصم مسيراتهن المهنية ببصمة فريدة. الإعلامية والناشطة السياسية التونسية سلمى شعيب، اسم فرض حضوره بقوة في الساحة الكندية، بفضل فطنتها وحسها السياسي الرفيع. وبعد سنوات من التألق في المهجر، تعود سلمى إلى دائرة الضوء في تونس، لكن هذه المرة من بوابة الإعلام، حيث خاضت تجارب متنوعة كان آخرها برنامجها مع الإعلامية حنان الشقراني على قناة التاسعة. ورغم الإلحاح المتكرر من الأحزاب السياسية، تلتزم سلمى بمسافة عن التجاذبات الحزبية، تكشف سلمى شعيب عن تجربتها الثرية في كندا، بالإضافة إلى حديث القلب عن مدينتها الأم سوسة.
مقالات ذات صلة:
بيل جيتس ينتقد تدخل إيلون ماسك في السياسة الأوروبية: هل يتحول إلى محرك سياسي؟
معركة العودة بين حق البقاء وسياسة التهجير في غزة بعد الدمار
محمد العروسي المطوي: عملاق الأدب والسياسة الذي أسس لجيلٍ جديد من المثقفين
* أهلاً وسهلاً بكِ سلمى شعيب. بدايةً، نود أن نسألك عن تجربتكِ في كندا، كيف أثرت في تكوينكِ السياسي والإعلامي؟
- سلمى شعيب: شكراً جزيلاً على الاستضافة. تجربتي في كندا كانت محورية في صقل شخصيتي المهنية. الانخراط في الحياة السياسية الكندية، بمؤسساتها الراسخة وتداولها السلمي للسلطة، منحني رؤية مختلفة للعمل السياسي وأهمية المؤسسات. تعلمت الكثير عن آليات صنع القرار، وأهمية الحوار البناء بين مختلف الأطراف. أما على الصعيد الإعلامي، فقد أتاحت لي الفرصة للاطلاع على مدارس إعلامية متنوعة، والتعرف على معايير مهنية عالية، مما أثرى تجربتي كمنشطة ومحللة.
* لاحظنا ابتعادكِ الحالي عن الأحزاب السياسية في تونس، رغم ما يُقال عن وجود طلبات متكررة لانضمامكِ. ما هو سبب هذا القرار؟
- سلمى شعيب: بعد عودتي إلى تونس، تلقيت بالفعل عروضاً للانضمام إلى بعض الأحزاب، وهذا أقدره كثيراً. لكنني في هذه المرحلة، أرى أن دوري قد يكون أكثر فاعلية من موقع مستقل.
* خضتِ عدة تجارب إعلامية في تونس، كان آخرها برنامجكِ مع حنان الشقراني على قناة التاسعة. كيف تقيمين هذه التجربة، وما الذي أضافته لمسيرتكِ؟
- سلمى شعيب: تجربتي مع الإعلامية حنان الشقراني كانت قيمة جداً ومثمرة. العمل ضمن فريق محترف وفي قناة ذات مصداقية أتاح لي فرصة التواصل مع شريحة واسعة من الجمهور التونسي، ومناقشة قضايا تهمهم بشكل مباشر. هذه التجربة عززت قدراتي كمنشطة ومحللة، وأكدت لي أهمية الإعلام المسؤول في تسليط الضوء على القضايا الحقيقية وتقديم تحليلات موضوعية. أعتبر هذه المحطة إضافة نوعية لمسيرتي الإعلامية.
* يُلاحظ تميزكِ كوجه إعلامي جميل ومثقف، بالإضافة إلى حصولكِ على شهائد عليا. كيف ترين هذا الجمع بين المظهر والثقافة في عالم الإعلام والسياسة؟
- سلمى شعيب: الجمال هو نعمة، والثقافة هي سلاح. لا أرى أي تعارض بينهما. بالعكس، أعتقد أن الظهور الجيد يفتح أبواباً للتواصل، لكن ما يرسخ هذا التواصل ويجعله مؤثراً هو المحتوى الفكري والثقافي الذي يحمله الشخص. الشهائد العليا هي أدوات تمنح عمقاً للتحليل ورصانة للطرح. الأهم هو استخدام هذه الأدوات بمسؤولية وذكاء لخدمة القضايا التي نؤمن بها.
* جمعتِ بين عالمي السياسة والإعلام ببراعة. كيف ترين هذا التداخل بين المجالين؟ وهل تعتقدين أن الإعلامي يجب أن يكون له موقف سياسي؟
- سلمى شعيب: السياسة والإعلام وجهان لعملة واحدة في المجتمعات الحديثة. الإعلام يلعب دوراً حاسماً في تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاش السياسي، بينما تعتمد السياسة على الإعلام في إيصال رسائلها والتأثير في الجمهور. أعتقد أن الإعلامي يجب أن يكون واعياً بالسياق السياسي الذي يعمل فيه، وأن يكون لديه فهم عميق للقضايا المطروحة. أما بالنسبة للموقف السياسي، فأرى أن الحياد المطلق قد يكون ضرباً من المستحيل، لكن الأهم هو الالتزام بالمهنية والموضوعية في عرض الحقائق وتقديم مختلف وجهات النظر دون تحيز.
* أخيراً، نعلم عن حبكِ الكبير لمدينتكِ سوسة. ما الذي تمثله لكِ هذه المدينة؟
- سلمى شعيب: سوسة هي جذوري، هي المكان الذي نشأت فيه وترعرعت، وتحمل في كل زاوية من زواياها ذكريات عزيزة على قلبي. هي المدينة التي شكلت جزءاً كبيراً من هويتي. أعتز بانتمائي إليها، ومهما ابتعدت، يبقى لها مكانة خاصة في قلبي. جمالها وتاريخها وناسها الطيبون، كل ذلك يجعلني أشعر بحنين دائم إليها.
* شكراً جزيلاً لكِ سلمى شعيب على هذا الحوار الصريح والمثمر.
- سلمى شعيب: الشكر لكم ولجمهوركم الكريم.
