طبرقة: توانسة- في نطاق سلسلة المحاضرات الشهرية التي تنظمها جمعية التاريخ والآثار بخمير بطبرقة يقدم الأستاذ المتربص بالجمعية عبدالعزيز الطرايبي مداخلة علمية مشفوعة بنقاش حول موضوع "الفلين: من الشجرة إلى التصنيع" و ذلك يوم الجمعة 3 جوان 2016 بداية من الخامسة مساء بفضاء المكتبة العمومية بطبرقة. هذه المداخلة تندرج في إطار تثمين المنتوج الغابي الذي تزخر به غابات خمير حيث تنطلق عمليات جمع الفلين بداية من هذا الشهر و يعتبر مورد رزق لعديد العائلات التي تباشر عملية الجني والتي تشرف عليها مصالح الغابات حتى تتم في ظروف طبيعية سليمة و بدون انتهاكات لثرواتنا الغابية و خاصة هذه المادة المعدة للتحويل و للتصدير.
شجرة الفلين في سطور:
هي من الأشجار المتوسطة العلو ( 10 – 15 أمتار) و قد تعمر ما بين 300 و 500 سنة ، و يكون جدعها و أغصانها مكسوين بقشرة تحتوي على شقوق، سميكة جدا و أسفنجية، لينة في البداية و تصير أصلية بعد ثلاث سنوات من عمرها، ذات شكل شبه بيضوي أو ممتد و جوانب مسننة و شائكة، لونها أخضر داكن، لماع على الوجه العلوي و رمادي على الوجه السفلي. تكوّن هذه القشرة طبقة من الفلين لا يتم اقتطاعها إلا بعد ما يصل عمر الشجرة 25 سنة، بينما تتواصل عملية الجني دوريا كل 12 سنة. أما أوراق الشجرة فهي متقابلة،يابسة كالجلد،رقيقة و أحيانا ذات جنبات ملتوية، لون الأوراق أخضر داكن لامع. ثمار الشجرة أي البلوط بنية و ممتدة، توجد داخل أكياس تغطيها نتوءات و لا تنتجها شجرة الفلين إلا عندما تبلغ 15 سنة من عمرها.
و الفلين مادة تستخرج من لحاء شجر بلوط الفلين، وهي مادّة إسفنجية خفيفة الوزن، وهي لا تمتص الماء بسهولة ويمكن ضغطها إلى حد كبير، غير أنها تعود إلى حالتها الأولى بعد أن يزول الضغط. وقد استعمل الناس الفلين منذ القرن الرابع ق. م. وقد ارتدى الرومان الصنادل الفلينية، كما استعملوا الفلين لتعويم مراسي السفن وشباك الصيد. وقد صُنِعت سدادات الفلين منذ القرن السابع عشر الميلادي.
