لعب العامل الاقتصادي دورًا محوريًا في انتصار دونالد ترامب المدوي في الانتخابات الأمريكية أمام منافسته كاملا هاريس، حيث أدرك العديد من الناخبين أن سياسات ترامب الاقتصادية خلال فترة رئاسته الأولى قد أسهمت في تحسين أوضاعهم المالية. ومن أبرز تلك السياسات كانت تخفيض الضرائب وتحفيز الصناعة المحلية وتقليل القيود الحكومية على الشركات.
مقالات ذات صلة:
جو بايدن يستقبل دونالد ترامب في البيت الأبيض الأربعاء لبحث انتقال السلطة
إيران تنفي تورطها في "مخطط اغتيال ترامب": اتهامات أميركية "عارية عن الصحة"
انتعاش ثروات المليارديرات بعد فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية
سياسات اقتصادية جذبت الناخبين
خلال حملته الانتخابية، ركز ترامب بشكل كبير على وعود بتحسين الاقتصاد الأمريكي من خلال تخفيض الضرائب على الأفراد والشركات، وزيادة الرسوم الجمركية على الواردات، خاصة من الصين، وذلك بهدف تشجيع الإنتاج المحلي. كما وعد بتخفيف القيود على الشركات لتعزيز الاستثمارات والنمو الاقتصادي، وهو ما لاقى استحسانًا كبيرًا لدى الطبقة العاملة التي رأت في ترامب مدافعًا عن مصالحها.
كما أن انتقادات ترامب لسياسات الرئيس جو بايدن الاقتصادية، مثل ارتفاع تكاليف المعيشة والتضخم، ساعدت في تعزيز شعبيته بين الناخبين الذين يبحثون عن تحسين أوضاعهم الاقتصادية.
تخفيضات ضريبية موسعة
من المتوقع أن يواصل ترامب الدفع بتعديل السياسة الضريبية الأمريكية، ويضع التركيز على خفض معدلات ضريبة الشركات، حيث كان قد خفضها سابقًا من 35% إلى 21% في عام 2017، ويخطط الآن لتخفيضها إلى 15%. وبحسب الخبراء، فإن هذا التعديل سيؤدي إلى زيادة الأجور بنسبة 1% في حال تم تخفيض المعدل الضريبي، مع منح الشركات مزيدًا من الأموال للاستثمار في العمالة.
في هذا السياق، يظهر تقرير صحيفة نيويورك بوست أن توسيع نطاق التغييرات الضريبية يحتل مرتبة عالية على أجندة ترامب، حيث من المتوقع أن تشمل تلك التغييرات إلغاء الحد الأقصى البالغ 10 آلاف دولار للخصومات الضريبية على الضرائب المحلية والدولية، والمعروفة بـ "SALT"، والتي استهدفت بشكل رئيسي الولايات ذات الضرائب المرتفعة مثل نيويورك وكاليفورنيا ونيوجيرسي.
إلغاء الحد الأقصى لـ"SALT"
إلغاء هذا الحد من شأنه أن يصب في مصلحة سكان الولايات ذات الضرائب المرتفعة، وهي الولايات التي صوتت لصالح الديمقراطيين في الانتخابات الأخيرة. ووفقًا للمنتقدين، مثل توم سووزي، ممثل الحزب الديمقراطي في لونغ آيلاند، فإن الوعد الذي قطعه ترامب بإلغاء هذا القانون يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على ناخبيه في تلك الولايات.
ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن إلغاء هذا الحد قد يؤدي إلى توترات بين الولايات ذات الضرائب المرتفعة ومنخفضة الضرائب، حيث يمنح أولئك الذين يعيشون في الولايات التي تفرض ضرائب مرتفعة مثل نيويورك و كاليفورنيا ميزة على من يعيشون في الولايات ذات الضرائب المنخفضة مثل فلوريدا وتكساس.
الاستمرار في تعزيز الاقتصاد عبر التحالفات الضريبية
تسعى إدارة ترامب في المستقبل القريب إلى توسيع سياسات تخفيض الضرائب، مع ضمان أن هذه السياسات تدعم الاستثمار المحلي والنمو الاقتصادي. وعلى الرغم من التحديات التي قد تطرأ نتيجة التوترات بين الولايات، يبقى العامل الاقتصادي أحد أقوى الأسلحة التي يعتمد عليها ترامب في تعزيز شعبيته وتحقيق الانتصار الانتخابي.
بفضل سياساته الاقتصادية الطموحة، استطاع ترامب أن يحقق انتصارًا كبيرًا في الانتخابات، وجذب إليه قاعدة عريضة من الناخبين الذين استفادوا من سياسات تخفيض الضرائب واللوائح الحكومية. ومع استمرار الحديث عن التغييرات الضريبية في المستقبل، سيكون من المهم متابعة كيف ستؤثر هذه السياسات على الاقتصاد الأمريكي، وكذلك على التوازن بين الولايات المختلفة في ظل هذه التغييرات.