تستمر تونس في سعيها المستمر نحو تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، حيث تم تحديد خمسة أولويات رئيسية للخماسية القادمة، تحت إشراف السيدة آمال بلحاج موسى، وزيرة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن، عُقد الاجتماع الثاني للجنة إعداد تقرير الجمهورية التونسية حول تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين +30، وشهد مشاركة ممثلين من الحكومة والوزارات المعنية والمنظمات الوطنية ذات الصلة.
تأتي هذه الأولويات كجزء من جهود الدولة التونسية لمعالجة قضايا الفقر والإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي، وتهدف هذه الأولويات أيضًا إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وتعزيز ريادة المرأة في مجال الأعمال والمشاريع النسائية، بالإضافة إلى تعزيز مشاركة المرأة في ضمان الاستدامة البيئية، ولضمان تحقيق هذه الأولويات، يجب وضع ميزانية مراعية لمنظور المساواة بين الجنسين.
تعكس هذه الأولويات التزام تونس الراسخ بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتأكيدا على الدور الحيوي للمرأة في تطوير المجتمع والاقتصاد، و يعكس تركيز الأولويات على الفقر والإنتاجية الزراعية والأمن الغذائي التزام الدولة بتحسين ظروف الحياة للمواطنين وتوفير فرص عمل مستدامة، كما يسلط التركيز على القضاء على العنف ضد النساء والفتيات الضوء على ضرورة حماية حقوق المرأة وتوفير بيئة آمنة ومحفزة لها.
بالإضافة إلى ذلك، يعكس التركيز على ريادة المرأة في مجال الأعمال والمشاريع النسائية إرادة تونس في تعزيز قدرات المرأة الريادية ودعمها في تحقيق الاستقلالية الاقتصادية، وبتعزيز مشاركة المرأة في ضمان الاستدامة البيئية، تؤكد تونس التزامها بحماستبقاء البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية للأجيال الحالية والمستقبلية.
يجب أن يكون التركيز على تحقيق هذه الأولويات جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في تونس، كما يجب أن يشتمل الجهد على سياسات قوية وبرامج تنموية محددة تستهدف تحقيق تلك الأولويات، كما يتطلب الأمر ايضا شراكة قوية وتعاون مستمر بين الحكومة والمنظمات المدنية والقطاع الخاص والمجتمع الدولي.
تونس تحقق تقدما ملموسا في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتعد التقارير الدورية التي تصدرها حكومتها عن تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين +30 مؤشرا على التزامها المستمر بهذه القضية الحيوية؛ ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، ويجب أن تستمر تونس في بذل الجهود لتحقيق تلك الأولويات وتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
تونس تمثل نموذجا إيجابيا للدول الأخرى في المنطقة وحول العالم فيما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ويجب أن تستمر الجهود والالتزامات المستمرة لتونس في تحفيز النقاش العام وتوجيه التدابير السياسية وتعزيز الوعي بأهمية المساواة بين الجنسين في بناء مجتمع أكثر عدلًا وازدهارًا للجميع.
قد تكون تونس في طريقها لتحقيق تقدم ملموس في تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ولكن العمل لا يزال مستمرا، ويتطلب ذلك التزاما مستداما وتعاونا مستمرا بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق تلك الأولويات وتحقيق التغيير الإيجابي الذي يسعى إليه الشعب التونسي والمرأة التونسية.
ايمان مزريقي
