أفاد تقرير مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة "الكريديف" لسنة 2024 أن نسبة التمدرس الصافية لفئة العمر 11-16 سنة قاربت 100%، مما يعكس نجاح السياسات التعليمية التي انتهجتها تونس منذ الاستقلال. ويعتبر هذا الرقم مؤشرًا إيجابيًا على تحقيق هدف تعميم التعليم، غير أن الصورة تبدو مختلفة عند النظر إلى الفئات العمرية الأكبر.
اقرأ أيضا:
العودة المدرسية في تونس: زيادة في عدد التلاميذ والمدرسين والمؤسسات التعليمية
الرئيس قيس سعيّد يؤكد على ضرورة حل مشكلات المعلمين والأساتذة النواب ويشدد على أهمية التعليم
التعليم والرعاية الاجتماعية في عهد بورقيبة
على الرغم من النجاح في المراحل الأولى من التعليم، تراجعت نسبة التمدرس لدى الفئة العمرية 12-18 سنة، وخاصة بالنسبة للفتيات، حيث بلغت 77%. هذا التراجع يستدعي التساؤلات حول الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي قد تعيق التعليم في هذه الفئة.
كما أظهر التقرير أن نسبة الارتقاء الدراسي لدى الفتيات تتفوق على الفتيان في المراحل التعليمية الثلاث: الابتدائية، الإعدادية، والثانوية، وهو ما يمكن تفسيره بتأثير البيئة الاجتماعية وطرق التنشئة.
وبالنظر إلى توزيع التلاميذ حسب الجنس والمراحل التعليمية للسنة الدراسية 2023/2022، فإن الفتيان والفتيات يتقاربون في النسب في مراحل التعليم التحضيري والابتدائي، لكن الفتيان يتفوقون في مرحلة الإعدادي التقني. في حين تفوقت الفتيات في التعليم الثانوي.
أما بالنسبة للمدرسين، فقد أظهرت البيانات أن 80.92% من المدرسين في المرحلة التحضيرية هن مدرسات، بينما تبلغ النسبة 69.83% في المرحلة الابتدائية، ومع ذلك، فإن نسبة المدرسات في مرحلة الإعدادي العام والتعليم الثانوي تنخفض إلى 55.65%.
في التعليم الخاص، سجلت نسبًا أعلى للفتيان في المرحلتين الإعدادية والثانوية، حيث بلغت 63.42% مقابل 37.54% للفتيات. وهذا يعكس التحديات التي تواجهها الفتيات في الوصول إلى التعليم الجيد في القطاع الخاص.
تظل هذه الأرقام مؤشرات على التحولات الإيجابية في التعليم في تونس، ولكنها تعكس أيضًا الحاجة إلى معالجة التحديات المستمرة لضمان تكافؤ الفرص التعليمية بين الجنسين.