في ردّ فعله الأوّل على الفاجعة التي أودت بحياة تلاميذ أبرياء في معهد المزونة نتيجة سقوط جدار مهترئ، فجّر رئيس الجمهورية قيس سعيّد قنابل من التصريحات الصادمة، واضعًا الإصبع على جرح عميق ينخر قطاع التعليم منذ سنوات: الفساد والإهمال.
مقالات ذات صلة:
⚖️ بعد فاجعة سقوط السور: مدير معهد المزونة موقوف... والتهمة "القتل والجرح عن غير قصد"
🔴 معهد المزونة: حين ينهار السور تنهار الثقة: هل يدفع المدير الثمن وحده؟
بعد سقوط جدار الموت في المزونة: بلدية سوسة تهدم سورين يهددان حياة التلاميذ!
وفي اجتماع طارئ انتظم بقصر قرطاج ظهر أمس الأربعاء، قال سعيّد إن “أرواح التلاميذ لم تزهق بحادث عرضي بل سقطت تحت ركام الإهمال المتراكم والفساد المتستر عليه منذ سنوات طويلة”.
وتوجّه بتحية إلى التلميذين اللذين لا يزالان يقبعان في مستشفى صفاقس، مؤكدًا متابعته لحالتهما الصحية على مدار الساعة، ومترحمًا على أرواح الضحايا الأبرياء.
⚠️ “من المزونة إلى القصرين وسائر الولايات... جدران المدارس تتساقط بصمت”
وأكد الرئيس أن الجدار المنهار كان آيلًا للسقوط منذ أكثر من سنتين، مشددًا على أن الوضع لا يخص المزونة فقط، بل يتكرر في القصرين، سيدي بوزيد، وحتى في ولايات أخرى، حيث تتهاوى البنية التحتية دون صيانة أو رعاية.
وقال:
“الفساد جعل من مدارسنا مقابر معلقة فوق رؤوس الأطفال... ولا صمت بعد اليوم.”
🚨 “الساعة دقّت... التدخل العاجل فوق كل القوانين”
وشدّد قيس سعيّد في لهجة صارمة على أن كل الإجراءات البيروقراطية لن تكون ذريعة بعد الآن، مؤكدًا:
“كل ساعة تمر دون تدخل هي ساعة جريمة... من يعطل الصيانة فليغادر موقعه فورًا.”
وأكد الرئيس أن التدخلات ستشمل كل المؤسسات المهددة بالخطر، سواء عبر صيانتها، أو غلقها، أو منع المرور بجانبها، أو حتى إزالتها بالكامل إذا لزم الأمر.
💰 “الأموال جاهزة... واللامسؤولون إلى الرحيل”
تعهد رئيس الجمهورية بتوفير الاعتمادات المالية الضرورية لإنقاذ المؤسسات التعليمية، قائلاً:
“لا نريد أن تتكرر المأساة، وسنحاسب كل من يستهين بسلامة التونسيين. من لا يستحق المسؤولية، فليحزم أمتعته!”
📚 "نحن في معركة إصلاح... ولن نُهزم"
كما أعلن أن هذه القرارات ستكون مقدمة لتركيز المجلس الأعلى للتربية والتعليم، مؤكدًا أن المعركة من أجل مدرسة آمنة وحديثة هي معركة كرامة وطنية لا رجوع عنها.
وقال:
“نحن لا نُخوض معركة تنمية فقط... نحن في حرب تحرير ضد من خربوا المدارس وتركوا الأطفال عرضة للموت.”
🔧 “الشعب سيتدخل أيضًا... بالتضامن وبالعمل”
في لفتة إنسانية، استذكر سعيّد مبادرته في 2015 و2016 كمواطن بتعهد بعض المدارس بحيّ التضامن، داعيًا التونسيين لمساندة مجهود الدولة كلّ حسب اختصاصه: نجّار، حدّاد، بنّاء... الجميع مدعوون للإنقاذ.
واستشهد بمثال معبّر: مشروع بناء جسر لتلاميذ مدرسة مهى القضقاضي في فرنانة، والذي تعطّل رغم توفر 250 ألف دينار، ولم يُنجز إلا بتدخل الجيش بمبلغ لم يتجاوز 90 ألف دينار.
🤝 وزراء الدولة على الخطّ
حضر هذا الاجتماع المصيري وزراء التربية والتعليم العالي والتكوين المهني والشباب والمرأة والشؤون الثقافية والدينية، في إشارة إلى أن الملف لم يعد شأناً قطاعيًا بل قضية وطنية شاملة.