في تصعيد غير مسبوق، هزّت سلسلة من الضربات الصاروخية الإيرانية قلب الأراضي المحتلة مساء الأحد 15 جوان 2025، ضمن عملية "الوعد الصادق 3"، مخلّفة دماراً واسعاً وشللاً في الدفاعات الجوية الإسرائيلية، التي لطالما اعتبرها البعض "منيعة". صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية أكدت في تقريرها أن القصف الإيراني كشف "هشاشة القبة الحديدية" و"انهيار منظومة الردع الإسرائيلي"، في ما وُصف بأنه أخطر اختراق دفاعي منذ سنوات.
مقالات ذات صلة:
✴️ "الوعد الصادق" الإيراني: من ظل الوكلاء إلى نار المواجهة المباشرة
بيان ناري للحرس الثوري: الوعد الصادق 3 ضرب قلب إسرائيل بصواريخ ذكية ودقة جراحية
"الوعد الصادق 3" مستمرة... وإيران تتوعد برد لا سقف له على "الأسد الصاعد" الإسرائيلي!
صفارات الإنذار دوّت في معظم المدن المحتلة، وهرع المستوطنون إلى الملاجئ في مشاهد تعيد إلى الأذهان زمن الحروب الشاملة. وسط هذه الفوضى، وثّقت عدسات الكاميرات مشاهد مرعبة لحرائق في شوارع تل أبيب، وأنقاض مبانٍ سكنية، وأشلاء صواريخ ما تزال تنبعث منها حرارة المواجهة.
في بيان صادم، دعت القوات المسلحة الإيرانية المستوطنين إلى مغادرة الأراضي المحتلة "فورًا"، محذّرة من أنّ هذه الأرض "لن تكون صالحة للسكن في المستقبل القريب". وأضافت: "ردّنا المُقبل سيكون شاملًا ومدمّرًا، ولن يستثني أي موقع حيوي في العمق الإسرائيلي، ضمن بنك أهداف نملك تفاصيله بدقة."
البيان الإيراني لم يخلُ من الاتهامات السياسية المباشرة، حيث حمّل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية ما يحدث، مؤكداً أنه "يعرّض حياة السكان للخطر من أجل مصالحه الشخصية الضيقة"، مشدداً على أن تجاهل التحذيرات السابقة "سيقود إلى أيام أشدّ وأقسى".
المراقبون اعتبروا أنّ الهجوم الإيراني الصاروخي لم يكن فقط انتقاماً أو ردّاً على اعتداءات إسرائيل المتكررة، بل رسالة استراتيجية مفادها: زمن الهيمنة الجوية الإسرائيلية انتهى، والمعادلة تغيرت.
في المقابل، لم يصدر ردّ رسمي من الجانب الإسرائيلي سوى تأكيد ارتفاع عدد القتلى والإصابات، بينما تعيش حكومة نتنياهو واحدة من أسوأ لحظاتها، وسط تساؤلات عن جدوى مليارات الدولارات التي صُرفت على القبة الحديدية والدفاعات الجوية الأخرى، والتي لم تستطع إيقاف وابل الصواريخ "الذكية والمناورة"، ومنها صاروخ "الحاج قاسم" الجديد، القادر على اختراق أنظمة "ثاد" و"باتريوت".
فهل نحن أمام بداية النهاية للهيمنة الإسرائيلية في المنطقة؟
وهل فعلاً دخلت إيران مرحلة فرض قواعد اشتباك جديدة على الأرض؟
الأيام القادمة ستكون كفيلة بالإجابة، لكن الأكيد أن ليلة الأحد ستُذكر طويلًا في سجل الهزات الأمنية التي غيّرت ميزان القوة في الشرق الأوسط.