في تطوّر مثير للقلق، أعلنت قافلة الصمود البرية لكسر الحصار عن غزّة، اليوم الإثنين، عن تعليق مسيرتها وقرارها بالعودة إلى تونس، بعد أن أبلغتها السلطات الليبية برفض السلطات المصرية منح التراخيص اللازمة لعبور معبر السلوم نحو الأراضي الفلسطينية المحاصرة.
صدمة على الحدود... وعار عربي مشترك
رغم استنفاد كل المسارات القانونية والدبلوماسية، قوبلت مطالب القافلة بالمرور بـــ"الرفض الصامت"، ما شكّل صفعة لجهود شعبية كانت تسعى فقط لإيصال صوت إنساني إلى غزّة، في وقت تتساقط فيه القنابل على رؤوس الأطفال والنساء.
القافلة لم تُخفِ استياءها من الموقف العربي الرسمي، حيث حمل بيانها الحكومات العربية مجتمعة مسؤولية إفشال المبادرة، معتبرة أن من لم يسمح بمواصلة المسيرة قد شارك، ولو بالصمت، في تجريم التضامن الشعبي الحرّ.
إشادة مستحقة بالجهود النبيلة
ورغم الانتكاسة، فإن قافلة الصمود نالت احترام الشارع العربي والمغاربي، لما أظهرته من التزام أخلاقي وإنساني تجاه القضية الفلسطينية، حيث تجمّع فيها عشرات الشباب والناشطين من مختلف الأعمار والاتجاهات، متحدين البيروقراطية والحدود.
لقد جسّد المشاركون رمزية المقاومة السلمية، وأعادوا إلى الواجهة صوت الشعوب في زمن الصمت العربي الرسمي، وهو ما يدفع إلى الإشادة العالية بما بذلوه من مجهودات في ظروف شديدة التعقيد، رغم كل العراقيل الأمنية والسياسية التي اعترضتهم.
غزّة في القلب… والعبرة أقوى من الجغرافيا
ومع إعلان القافلة عن توقّف استقبال الملتحقين وتنسيق عودة الراغبين، أكدت في المقابل تمسكها بالقضية واستعدادها لابتكار طرق نضالية جديدة. فالقضية لم تكن مجرد رحلة، بل صرخة ضمير في وجه الصمت الرسمي.
إن قافلة الصمود وإن عادت اليوم إلى تونس، فهي لم تفشل، بل كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن المعركة الحقيقية ليست فقط مع الاحتلال، بل مع من تخلّوا عن فلسطين تحت يافطة الحسابات السياسية الضيقة.
وفي الختام، تبقى غزة تنتظر…
لكنها لا تنتظر عطف الحكّام، بل إرادة الشعوب التي لا تزال تنبض بالمقاومة والحب والوفاء.