لم تكن ساحة سلا بأريانة، يوم السبت 22 نوفمبر 2025، مجرّد فضاء مفتوح للأنشطة الشبابية، بل تحوّلت إلى منصّة لحراك توعوي واسع تحت الشعار الجريء: "قول لا للإدمان"… مبادرة أعادت ملف الإدمان إلى الواجهة، وفرضت نقاشاً حقيقياً في الشارع حول واحدة من أخطر الآفات التي تهدّد شباب تونس اليوم.
التظاهرة، التي أشرفت عليها الوحدة الأولى لتنشيط الأحياء بأريانة بقيادة السيد بشير الكشبوري، نجحت في جمع مؤسسات شبابية واجتماعية وتربوية على طاولة واحدة، في مشهد نادر يعكس الوعي بخطورة المرحلة وضرورة توحيد الجهود.
المسرح يصرخ… والتكوين يعزّز الوعي
قدّمت مجموعة المسرح بدار الشباب سكرة عروضاً تحسيسية قوية، لاقت تفاعلاً لافتاً من الجمهور، ونجحت في ترجمة الرسائل المعمّقة بلغة الفن والصورة.
كما ساهم شباب مركز التكوين والتدريب المهني بأريانة، بإشراف السيدة آمال ذويب، في إضفاء بُعد تكويني وتربوي، جعل التظاهرة أكثر شمولية وقرباً من الواقع اليومي للشباب.
مؤسسات صحيّة واجتماعية تنضم إلى الصفوف الأولى
وجود ديوان الأسرة والعمران البشري بأريانة لم يكن حضوراً بروتوكولياً، بل تأكيداً على أن مكافحة الإدمان ليست شأناً شبابياً فحسب، بل قضية أسرية وصحية واجتماعية تتقاطع فيها مسؤوليات متعددة.
المدرسة في قلب الفعل الميداني
ورغم الأمطار والظروف المناخية الصعبة، سجّل تلاميذ مدرسة 18 جانفي حضورًا مكثفًا، عبّروا خلاله عن اهتمام واضح بالمضامين التحسيسية، في مؤشر قوي على تعطّش هذه الفئة لبرامج واقعية تمسّ مشاغلهم الحقيقية… بعيداً عن الخطابات النظرية الجافة.
رسالة أبعد من الحدث… وتحديات تتطلّب استمرارية
لم تكن التظاهرة مناسبة عابرة، بل خطوة أولى في مسار طويل لبناء وعي وقائي داخل المجتمع. القائمون على الحدث شدّدوا على ضرورة مواصلة تنظيم مبادرات مماثلة وتعزيزها، معتبرين أنّ معالجة الإدمان تبدأ من الشارع والمدرسة وفضاءات الشباب، قبل أن تصل إلى المؤسسات الصحية.
أريانة قالتها بصوت عالٍ:
الإدمان لن يُواجه إلا بفعل جماعي… وبشباب واعٍ يملك القدرة على قول "لا".
هدى زاير



