شهدت مدينة الثقافة بالعاصمة، أمس الإثنين، انطلاق فعاليات الملتقى الدولي للهجرة: بين الواقع والتحديات، بتنظيم من جامعة العمال التونسيين بالخارج، وبحضور عدد هام من المختصين والخبراء وممثلين عن عدة دول أوروبية.
في كلمة افتتاحية مؤثرة، أكد رئيس الجامعة حسان العريبي أن الجامعة تسعى إلى فتح آفاق واقعية للتونسيين في الخارج، من خلال التركيز على الفرص الشغلية الحقيقية والتكوين العلمي والمهني واللغوي، مشددًا: "نريد للتونسي أن يهاجر بكرامته، لا أن يُلقى في قوارب الموت."
وأضاف العريبي أن الجامعة تراهن على الكفاءات التونسية المنتشرة في العالم، وتؤمن بدورهم في تعزيز صورة تونس في الخارج، داعيًا إلى تمكينهم من الدعم والتأطير بدل دفعهم إلى المجهول.
أما فتحي رحومة، نائب رئيس الجامعة والكاتب العام، فقد ركّز في مداخلته على أنواع الهجرة، متوقفًا عند خطورة الهجرة غير النظامية وتداعياتها الأمنية والاجتماعية، داعيًا الشباب إلى سلوك الطرق القانونية، وعدم الانسياق وراء "وهم الفردوس الأوروبي".
من جهته، ثمن محمد الورتتاني، رئيس الجمعية التونسية لمكافحة الهجرة غير النظامية، الاتفاقيات المبرمة بين تونس وإيطاليا في مجال الهجرة، واعتبرها خطوة نحو تنظيم وتوجيه الظاهرة في إطار شراكات شفافة تضمن مصلحة المهاجر التونسي.
الملتقى يمثل منصة فكرية وعملية جمعت بين الفاعلين في مجال الهجرة، في لحظة وطنية صادقة، تعيد النقاش حول حق التنقل الإنساني من جهة، وضرورة الحماية من الفوضى والمخاطر من جهة أخرى.