في كل مرة تتحرك فيها إدارة النادي الإفريقي بصمت لإنهاء صفقة أو خوض مفاوضات مع لاعب، تقفز المعلومة إلى العلن كأنّها نداء جهوريّ من داخل الجدران... صفقة تخرج تفاصيلها قبل أن تُوقّع، وأسماء تُتداول قبل الجلوس إلى طاولة الحوار، وكأنّ هناك من يتعمّد تفخيخ خطوات النادي من الداخل.
الأمر لم يعد مجرد سباق إعلامي، بل تحوّل إلى ما يشبه حربًا ناعمة على النادي، تقودها أطراف لا يهمّها إلا "الحصرية"، حتى ولو كان الثمن إفشال المفاوضات، ونسف ثقة الجماهير في إدارتها.
وراء هذا المشهد المربك، تتوارى وجوه من داخل أسوار الإفريقي، بعضها نافذ، وبعضها متواطئ بالصمت أو بالمعلومة، تتسرّب منها الأخبار إلى صفحات فايسبوكية محسوبة، ومن خلالها إلى صانعي الإشاعة، فتصبح المعلومة أداة ضغط، أو ورقة ابتزاز، أو سهمًا مسمومًا يُطلق من خاصرة النادي نفسه.
النتائج كارثية:
- صفقات تنهار في آخر اللحظات.
- وكلاء يزايدون على الأسعار بمجرد تسريب هوية اللاعب.
- جماهير تتخبّط بين الإشاعة والنفي، بين الأمل والخذلان.
- إدارة تُكذّب اليوم ما لم تكن تنوي التصريح به أصلًا.
والأخطر من كل هذا، أن الإفريقي بات في حالة عري استراتيجي، تُدار شؤونه على صفحات التواصل أكثر مما تُدار في الكواليس، وكأن الحصانة الإعلامية التي يتمتع بها بعض المقربين تحوّلت إلى ترخيص لاغتيال سريّ لثقة الجماهير.
هذا الوضع لا يُعالج بالتكذيب فقط، بل يتطلب قرارًا جذريًا:
- غلق قنوات التسريب.
- ضبط الواجهة الإعلامية للنادي بناطق رسمي وحيد.
- وتفعيل مبدأ "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان".
- في زمن الفوضى، الصمت استراتيجية لا ضعف.
وفي نادي مثل الإفريقي، المعلومة سلاح... إمّا أن تُستخدم للبناء، أو للهدم.