في خلفية استعدادات النادي الإفريقي للمباريات القادمة، تتكشف أزمة حقيقية في الإطار الطبي، تجعل من صحة اللاعبين واستقرار الفريق على أرض الملعب رهينة القرارات المتناقضة. ما يجري داخل المصحة الرسمية للفريق لا يثير القلق فقط بين اللاعبين، بل يضع الإدارة الفنية والإطار الفني في حالة ارتباك دائم.
⚡ إصابات متناقضة تشعل الجدل
في اللقاء الودي ضد نجم المتلوي، تعرض حسام حسن رمضان لإصابة على مستوى Adducteur. الإعلان الأول جاء بأن الإصابة ليست خطيرة وتتطلب راحة أسبوع على أقصى تقدير، ثم تغيرت فجأة المدة لتصبح ستة أسابيع، ما خلق حيرة لدى الجميع حول مدى خطورة الإصابة.
إصابة حسام بن علي أمام الترجي الجرجيسي شهدت تناقضًا مشابهًا، حيث تم الإعلان أولًا عن أربعة أسابيع راحة، ثم تراجعت اللجنة الطبية فجأة إلى ثلاثة أيام فقط، ما أثار استغراب الجميع ولا سيما المشجعين الذين يراقبون جاهزية لاعبيهم المفضلين.
أما محمد الصادق محمود، فقد تم الإعلان عن راحة ثلاثة أيام بعد إصابته العضلية في التمارين، قبل تمديد المدة لاحقًا، وهو ما يكرس حالة الارتباك ويثير تساؤلات عن جدوى التقديرات الطبية المتبعة.
🔹 تأثير مباشر على التوازن التكتيكي
مثل هذه القرارات لا تمس فقط صحة اللاعبين، بل تربك عمل الإطار الفني للمدرب فوزي البنزرتي، إذ تمنعه من الاعتماد على لاعبين انتدبوا لتعزيز الرصيد البشري. وسط الفريق، خصوصًا في الجانب الهجومي، يعاني من ضعف واضح بعد غياب الصادق محمود، بينما اللاعبان معتز الزمزمي وغيث الصغير لم يتمكنا من تمويل المهاجمين بالكرات الحقيقية القابلة للتسجيل، ما يفاقم الأزمة الهجومية للفريق.
⚠️ تساؤلات عن إدارة الإصابات
الملفت أن الدكتور محسن الطرابلسي، الذي شغل سابقًا منصب رئيس اللجنة الطبية للنادي الإفريقي، لم يضع آليات دقيقة لتقييم الإصابات ومتابعتها، وهو ما أدى إلى تناقض البيانات وعدم القدرة على التعويل على اللاعبين في الوقت المناسب. هذا الواقع يستدعي مراجعة شاملة لمصحة النادي والإطار الطبي، لضمان أن تكون القرارات موضوعية ودقيقة وتعزز صحة اللاعبين بدل أن تهدد جاهزيتهم.
🔹 سلسلة الإعلانات المتناقضة حول إصابات لاعبي الإفريقي تكشف خللًا حقيقيًا في إدارة الإطار الطبي وتضع الفريق أمام تحديات تكتيكية كبيرة قبل المباريات الرسمية. عدم القدرة على الاعتماد على اللاعبين المنتدبين لتقوية الرصيد البشري يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. من الضروري فتح تحقيق عاجل ومساءلة المسؤولين الطبيين لضمان اتخاذ قرارات دقيقة وشفافة تحمي صحة اللاعبين وتخدم مصلحة الفريق على المدى الطويل.