الحمامات – جيلاني فيتوري
تحوّلت مدينة الحمامات في الأيام القليلة الماضية إلى عاصمة دولية لفنون الطبخ، حيث تحتضن من 20 إلى 22 جوان 2025 فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان "Gastro Tunisia"، بمشاركة قياسية من 24 دولة تمثل أربع قارات، في حدث طهوي يضع تونس رسميًا على خريطة المطبخ العالمي.
ورغم الطابع الاحتفالي الذي يميز المهرجان، فإن الرهان أكبر من مجرّد أطباق تُقدَّم للّجنة: الحديث هنا عن تكوين، تأهيل، ودبلوماسية ثقافية تتسلّح بالمذاق والصورة.
شهادة تؤهلك للعالمية.. من الحمامات!
المهرجان، الذي تنظمه جمعية الصقور الذهبية الدولية للطهي، افتتح ببرنامج تكويني دقيق في التحكيم الطهوي، تحت إشراف خبراء من ألمانيا، روسيا، كرواتيا وشمال إفريقيا. ويحصل المشاركون على شهادة البورد الأوروبي التركي من الدرجة الأولى، ما يتيح لهم فرص الاندماج في كبرى التظاهرات والمسابقات الدولية، ويُعدّ بمثابة تأشيرة لدخول عالم الطهو من بابه الاحترافي.
من هنا تبدأ الطريق نحو أولمبياد الطهو
تتضمن التظاهرة أيضًا مسابقات دولية مؤهلة لأولمبياد IKA Stuttgart 2026، أحد أكبر المواعيد العالمية لفنون الطبخ. ويتنافس الطهاة القادمون من مختلف البلدان على ميداليات وشهادات دولية قد تغيّر مسارهم المهني بالكامل.
وفي ظلّ هذا التنافس المحموم، لا يبدو أن المهرجان مجرّد تظاهرة سياحية، بل هو مساحة تصدير حقيقية لوجه جديد من "صُنع في تونس"، حيث يلتقي الذوق الرفيع بـالتموقع الاستراتيجي في صناعة ثقافية لا تقل شأنًا عن باقي الصناعات.