لم يعد مشهد اقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك مجرد حدث عابر أو تصعيد موسمي، بل تحوّل في السنوات الأخيرة إلى جزء من خطة منظمة وخطيرة تهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للحرم الشريف، تمهيدًا لفرض السيادة الكاملة عليه وتهويده بالكامل. فما معنى هذا التقسيم؟ ولماذا يُعتبر أخطر مراحل المشروع الصهيوني في القدس؟
⚠️ ما هو التقسيم الزماني والمكاني؟
التقسيم الزماني: تخصيص ساعات محددة يوميًا لدخول المستوطنين إلى الأقصى، ومنع المسلمين من التواجد فيه خلال تلك الفترات، وكأن للاحتلال الحق في تقاسم الزمن على أقدس مقدسات المسلمين في فلسطين.
التقسيم المكاني: تخصيص أجزاء من باحات الأقصى للمستوطنين والطقوس التلمودية، بحيث يصبح جزء من المسجد فعليًا تحت سيطرتهم، وصولًا إلى ما يشبه تقسيم الحرم الإبراهيمي في الخليل.
💥 من الاقتحامات إلى الفرض العلني
في البداية، كانت الاقتحامات تتم بحذر، بحماية الجيش، دون أداء صلوات علنية. لكن خلال العقد الأخير، بدأ المستوطنون بتنظيم صلوات صامتة، ثم رفع الأعلام، واليوم وصل الأمر إلى الرقصات والطقوس العلنية، تحت أعين شرطة الاحتلال. هذا التحول يهدف إلى تكريس وجود المستوطنين باعتباره أمرًا طبيعيًا، تمهيدًا لتقسيم المكان رسميًا.
🔥 خطة الاحتلال: من الاقتحام إلى الهدم؟
التقارير الإسرائيلية والفلسطينية تتحدث منذ سنوات عن حلم الجماعات المتطرفة بهدم المسجد الأقصى وبناء "الهيكل المزعوم" مكانه. كل خطوة يجري تنفيذها اليوم – من تكثيف الاقتحامات، إلى تشديد الخناق على المصلين، إلى بناء أنفاق أسفله – تصب في مشروع طويل المدى يهدد الهوية الإسلامية للقدس.
🔴 أين يقف العالم؟
رغم الإدانات الدولية، فإن ردود الفعل غالبًا ما تبقى في حدود البيانات، دون أي خطوات عملية أو ضغوط حقيقية على إسرائيل. في المقابل، تواصل القوى الشعبية الفلسطينية الدفاع عن الأقصى بصدور عارية، في معركة مفتوحة على الأرض.