استفاقت مدينة حمص، اليوم الجمعة، على وقع فاجعة دامية بعد انفجار استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب، مخلفًا 26 ضحية بين قتيل وجريح، في هجوم وصفته السلطات بـ«الإرهابي» والمتعمد لإيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر البشرية.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء السورية (سانا)، أسفر التفجير عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 21 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، اثنان منهم في حالة حرجة جدًا، ما يفتح الباب أمام احتمال ارتفاع حصيلة الضحايا خلال الساعات المقبلة.
عبوة ناسفة في قلب المسجد
في أول توضيح رسمي لطبيعة الاعتداء، أكد مدير الإعلام في محافظة حمص أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة، فيما كشفت قناة «الإخبارية السورية» أن العبوات كانت مزروعة داخل زاوية محددة من المسجد تشهد كثافة عالية من المصلين، بالتزامن مع صلاة الجمعة، في مؤشر واضح على التخطيط المسبق وتعمد استهداف المدنيين.
طوق أمني وتحقيقات متواصلة
وعقب الانفجار، فرضت القوات الأمنية طوقًا أمنيًا مشددًا على كامل محيط الحي، مع إغلاق جميع المداخل والمخارج، في وقت هرعت فيه سيارات الإسعاف إلى المكان لنقل المصابين إلى المستشفى الجامعي بحمص. وأكدت مصادر طبية أن الفرق الصحية تعمل في حالة استنفار قصوى لإنقاذ الجرحى.
دمار ورسائل دم
وأظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام محلية أضرارًا مادية جسيمة داخل المسجد، وسط حالة من الصدمة والحزن في صفوف الأهالي. في الأثناء، تواصل فرق التحقيق والأدلة الجنائية تمشيط الموقع بحثًا عن خيوط تقود إلى منفذي الهجوم وخلفياته.
تفجير مسجد أثناء صلاة الجمعة يعيد إلى الواجهة خطر استهداف دور العبادة، ويطرح تساؤلات خطيرة حول الرسائل الدموية التي يسعى منفذو هذا الاعتداء إلى إيصالها، في مدينة أنهكتها سنوات من العنف ولا تزال تدفع ثمنه.



