في صباح الإثنين 21 أفريل 2025، أعلن الفاتيكان رسميًا وفاة البابا فرنسيس إثر جلطة دماغية حادّة أدت إلى غيبوبة تسببت لاحقًا في فشل الدورة الدموية للقلب، بحسب شهادة الوفاة التي وقّعها مدير الصحة والنظافة في الفاتيكان، البروفيسور أندريا أركانجيلي.
وقد تم تأكيد الوفاة طبيًا عبر تخطيط كهربائية القلب، مما وضع حدًا لواحدة من أكثر الحَبريّات إثارة للجدل والإعجاب في آن واحد.
● من الأرجنتين إلى قمة الكنيسة الكاثوليكية
ولد خورخي ماريو بيرغوليو في 17 ديسمبر 1936 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، لأبوين من أصول إيطالية. درس الكيمياء ثم التحق بالسلك الكهنوتي ليصبح لاحقًا راهبًا يسوعيًا، وهي سابقة تاريخية في منصب البابا.
رُسم كاهنًا سنة 1969، ثم أصبح أسقفًا سنة 1992، وبعدها كاردينالًا سنة 2001، قبل أن يُنتخب بابا الكنيسة الكاثوليكية في مارس 2013، خلفًا للبابا بنديكتوس السادس عشر المستقيل.
● البابا الذي كسر الجليد
أحدث فرنسيس ثورة في فهم البابوية:
- رفض الإقامة في القصر الرسولي واختار العيش في نزل بسيط.
- ركّز على قضايا الفقر، والهجرة، وتغيّر المناخ، ودعا إلى "كنيسة فقيرة من أجل الفقراء".
- فتح الباب أمام حوار غير مسبوق مع المسلمين واليهود والملحدين، وزار العديد من الدول ذات الأغلبية غير المسيحية.
- كما عمل على إصلاحات داخل الفاتيكان لمكافحة الفساد المالي وتعزيز الشفافية.
● تواضع في الشكل وجرأة في المضمون
كان البابا فرنسيس يُعرف بخطابه القوي والمباشر، داعيًا الكنيسة إلى الابتعاد عن “التمركز على الذات”، ومواجهًا التيارات المحافظة داخل الفاتيكان بشجاعة نادرة. لم يتردد في الاعتراف بأخطاء الكنيسة، خصوصًا في ملف الاعتداءات الجنسية، ودعا إلى “التوبة المؤسساتية”.
● موتٌ يُربك الكنيسة والعالم
وفاة فرنسيس لا تُعدّ فقط خسارة روحية للمؤمنين الكاثوليك، بل لحظة مفصلية بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية العالمية. فالرجل الذي مدّ الجسور بين العقائد، وواجه التعصب والانغلاق، يرحل في زمن تتعاظم فيه التحديات الدينية والسياسية والثقافية.
● من يخلف فرنسيس؟
الأنظار تتجه الآن إلى المجمع السري الذي سيُعقد في الأسابيع القادمة لانتخاب البابا الجديد.
فهل سيواصل الكرادلة مشروع فرنسيس الإصلاحي؟ أم تُعيد الكنيسة حساباتها وتعود إلى الخيارات التقليدية؟
