في واحدة من أثقل الأحكام في تاريخ قضايا الإرهاب بتونس، قضت الدائرة الجنائية المختصّة في الجرائم الإرهابية بالسجن 55 سنة في حقّ القيادي السابق في تنظيمي أنصار الشريعة وداعش الإرهابيين، بلال الشواشي، وذلك في جلسة عقدت أول أمس، بعد سنوات من التتبع والتحقيقات التي كشفت حجم تورّطه في شبكات العنف العابرة للحدود.
وجاء هذا الحكم الصارم بناء على معطيات الملف، الذي أكّد سفر الشواشي إلى سوريا والتحاقه بالتنظيمات الإرهابية هناك، حيث تلقّى تدريبات عسكرية وشارك في القتال ضمن صفوف الجماعات المتطرّفة.
وتعلّقت به جملة من التهم الخطيرة، أبرزها:
- الانضمام إلى تنظيم إرهابي خارج تراب الجمهورية
- تلقي تدريبات داخل وخارج تونس لارتكاب جرائم إرهابية
- استخدام الأراضي التونسية لاستقطاب عناصر لها علاقة بالأنشطة الإرهابية
ويُشار إلى أن وزارة الداخلية كانت قد صنّفت بلال الشواشي، المكنّى “أبو يحي زكريا”، ضمن قائمة الإرهابيين منذ سنة 2019، باعتباره من أبرز الوجوه القيادية في ما يُعرف بـ"السلفية الجهادية" في تونس، قبل أن يلتحق بـ“جبهة النصرة” ثم “داعش” في سوريا. كما سبق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب أن قرّرت تجميد أمواله وممتلكاته.
وتكتسي هذه القضية خطورتها لظهور الشواشي في فيديو شهير عقب العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة الأمن الرئاسي يوم 24 نوفمبر 2016، حين ظهر مهدّدًا التونسيين بعمليات أكثر دموية، قبل أن تثبت الأبحاث لاحقًا أنه كان أحد الوجوه الإعلامية لتنظيم “داعش” الإرهابي.
الحكم بـ55 سنة سجن يُعتبر رسالة واضحة بتشديد التعاطي مع كلّ أشكال الإرهاب، في لحظة قضائية تُغلق فصلًا مظلمًا من أخطر الملفات المتطرفة.



