تشهد مدينة وادي مليز خلال الفترة من 6 إلى 13 أوت الجاري عرسًا ثقافيًا استثنائيًا مع فعاليات الدورة 32 لمهرجان "شمتو" للتراث والفنون، الذي تنظمه جمعية المرأة الريفية بجندوبة بإدارة السيدة رحمة الجوادي، في تظاهرة تُعيد للفن الشعبي روحه، وللشارع نبضه، وللهوية ألقها.
هذه الدورة جاءت مختلفة عن سابقاتها، حيث راهن المنظمون على الأصالة والتجديد، في توليفة فنية تراثية تعانق الذاكرة والهوية، وتحوّل المدينة إلى مسرح مفتوح ينبض بالحياة.
الافتتاح سيكون مبهجًا، حيث ستجوب الدمى العملاقة وفرق الدبكة الشعبية شوارع المدينة، بقيادة الفنان بابا قطوس، في مشهد كرنفالي يُعيد الاعتبار للفرجة الشعبية ويوقظ ذاكرة الطفولة من خلال الإيقاع والحركة.
كما يتضمن البرنامج عروضًا للباس التقليدي والأكلات الشعبية، احتفاءً بالتراث اللامادي المتجذر في الروح التونسية، إلى جانب أنشطة موجهة للأطفال ترسخ فيهم حب الانتماء الثقافي وتذوق الجمال.
أما العروض الركحية، فتنطلق يوم 6 أوت مع عرض "مزيج" للطربيين حسان عطا ومراد الشابي على ركح المعهد الثانوي بالمدينة، في حفل مجاني مفتوح للعموم. ويكون جمهور المهرجان يوم 9 أوت على موعد مع الفرقة الجهوية للفنون الشعبية بجندوبة، ويُختتم البرنامج يوم 13 أوت بعرض للفنان فوزي الغريبي (الأمير) ومراوحات كوميدية للثنائي حسين القاسمي ومحمد العوادي، في احتفال مميز بالعيد الوطني للمرأة.
الريف لم يُنسَ في هذا العرس الثقافي، حيث ستحظى قرى الدخايلية و20 مارس وحكيم بجملة من العروض والورشات بين 7 و9 أوت، بإشراف مؤسسات محلية على غرار دار الشباب المتنقلة، والمندوبية الجهوية للشباب والرياضة، والكشافة، والمندوبية الجهوية للأسرة.
ويُختتم البرنامج يوم 12 أوت بورشات فنية تحت شعار "ارسم حلمك" في فضاء المكتبة العمومية بوادي مليز، تتناول موضوع التراث المادي واللامادي ودور المتاحف في صونهما.
مهرجان "شمتو" هذا العام لا يروي فقط ذاكرة المكان، بل يعيد تشكيلها بإبداع حيّ يجعل من وادي مليز منارة للتراث، والفن، والانتماء.