✍️ منصف كريمي
في مبادرة فنية جديدة تهدف إلى تعزيز الحوار بين السينما التونسية وجمهورها، يحتضن المركز الثقافي الدولي بالحمّامات يومي 5 و6 أوت الجاري تظاهرة بعنوان "نظرات سينمائية"، وذلك بفضاء حديقة الفنون. تظاهرة تكسر الصمت وتُطلق العنان للفن السابع ليتحدث عن العنف، العنصرية، والاغتصاب، ويعري الواقع التونسي بعدسة جريئة وصادمة.
البرنامج انطلق يوم الإثنين بعرض ثلاثة أفلام قصيرة تضع قضايا المجتمع تحت المجهر، وتدفع المشاهد لمواجهة الأسئلة الصعبة:
🔹 "ثنيّة عيشة" للمخرجة سالمـة هوبي (26 دقيقة) هو شريط بصري موجع يتناول تعنيف المرأة ومحاولات التحرر من قيد الصمت والخوف.
🔹 "ماكون" للمخرج فارس نعناع (26 دقيقة)، يطرح وجهاً آخر للواقع التونسي، حيث تصطدم الشخصيات بأشكال متعدّدة من التمييز والعنصرية، في سرد سينمائي مأخوذ من وجع السياسة والهويّة.
🔹 "دمي ولحمي" للمخرجة إيناس عرصي (19 دقيقة) يدخل إلى عالم فتاة مراهقة تنهار طفولتها بعد اعتداء جارها عليها، في سرد صادم لمشاعر الفقد والارتباك والخذلان.
أما اليوم الثاني من التظاهرة، فشهد العرض الأول لفيلم طويل بعنوان "ود" للمخرج حبيب المستيري (75 دقيقة)، والذي يحكي قصة خليل، الصحفي اليساري الذي تحوّل من مدافع شرس عن العدالة إلى شخص مطارد بأشباح الهزيمة. عمل يختزل انهيار الإنسان وسط فساد ممنهج وقيم تتساقط.
وما يميز هذه التظاهرة ليس فقط جرأة المواضيع، بل إتاحة مساحة للنقاش بين صنّاع الأفلام والجمهور، في محاولة لاستعادة دور السينما كمرآة للمجتمع ووسيلة للتفكير الجماعي.
"نظرات سينمائية" ليست مجرد عروض، بل صرخة فنية في وجه التجاهل، ودعوة صادقة لأنسنة الصورة وطرح الأسئلة الصعبة. الفن السابع يعود في الحمّامات، لا ليُسلّي، بل ليوقظ.