صفاقس – في إطار افتتاح الدورة الجديدة من مهرجان تنيور بالشيحية، تقدّم جمعية رؤى ثقافية يوم الاثنين 18 أوت عرضها المسرحي الجديد بعنوان "سهرة ديموقراطية على الخشبة"، عن نص للكاتب السوري وليد إخلاصي ومن إخراج حاتم الحشيشة.
العمل ينتمي إلى المدرسة البراشتية، حيث يقوم على كسر الجدار الرابع وكشف اللعبة المسرحية، مما يمنح الجمهور موقعًا مختلفًا داخل العملية الإبداعية، إذ لا يظل مجرد متلقٍّ سلبي، بل يصبح شريكًا في التأويل وإعادة إنتاج المعنى.
على الركح، يجتمع الممثلون أشرف العذار، صادق شقرون، منى مقني، ضياء العيادي، شهاب الجربوعي، نوال رمزي، أمير بنجدو وغيرهم ومشاركة خاصة للفنانة حنان هادي، ليجسّدوا أجواء سهرة ليلية يتقاسمها الأصدقاء بين الأكل والشراب والرقص والتمثيل، قبل أن تتحول فجأة إلى لحظة صدامية باقتحام غرباء يستولون على المكان ويحوّلون أصحابه إلى أسرى.
تطرح المسرحية من خلال هذا التحوّل المفاجئ تساؤلات كبرى حول الاغتراب، الغفلة، والهيمنة، وتفتح المجال أمام قراءات متعددة: من استعارة لدخول الاستعمار إلى فلسطين، إلى صورة عن تسلل القوى الخفية في العالم، وصولًا إلى نقد المجتمعات المنشغلة بالسطحيات عن القضايا المصيرية.
الإضاءة من تصميم عبد المنعم خشلوف تساهم في بناء جمالية العرض، حيث تتناغم المؤثرات السمعية والبصرية مع الأداء الدرامي لتقديم فرجة متكاملة ذات بعد رمزي وفكري.
📖 عن الكاتب:
وليد إخلاصي (1935 – 2018) يُعدّ من أبرز الأسماء المسرحية العربية. كتب نصوصًا مسرحية عالجت قضايا الإنسان العربي في أبعادها الاجتماعية والسياسية والفكرية، وتميّز بأسلوبه القائم على الرمزية والانفتاح على التأويلات المتعددة، مما جعل نصوصه قابلة للتكيّف مع سياقات مسرحية مختلفة.
🎭 عن المخرج:
حاتم الحشيشة، أحد الأسماء الفاعلة في المشهد المسرحي التونسي، اختار في هذا العمل مقاربة إخراجية تدمج بين الدراماتورجيا والرؤية السينوغرافية، مبرزًا الطابع الكاشف والساخر للنص، ومانحًا إياه صبغة معاصرة قريبة من الواقع التونسي والعربي.
"سهرة ديموقراطية على الخشبة" ليس مجرّد عرض مسرحي؛ بل هو رحلة جمالية وفكرية تضع المتفرج أمام مسؤولية إعادة التفكير في ذاته وفي محيطه، مغادرًا القاعة وهو محمّل بالأسئلة أكثر مما جاء به.