اختر لغتك

"عصر التدوير".. الدمى تنتفض والنفايات تكشف استهتار الإنسان ووعي المستقبل

"عصر التدوير".. الدمى تنتفض والنفايات تكشف استهتار الإنسان ووعي المستقبل

"عصر التدوير".. الدمى تنتفض والنفايات تكشف استهتار الإنسان ووعي المستقبل

يقدّم الكاتب والمخرج حاتم الحشيشة في مسرحيته العرائسية الجديدة "عصر التدوير" عن فكرة لمحمد علي بالرقيقة ومجموعة Crazy Family بعقارب وتم تنفيذها بالشراكة مع مركز الفنون الدرامسة والركحية بصفاقس، تجربة مسرحية متعددة الطبقات، تمزج بين الخيال، المتعة، والرسالة البيئية والاجتماعية العميقة. الركح هنا لا يكتفي بعرض قصة، بل يتحول إلى منصة للتفكير والمساءلة، حيث تتفاعل الشخصيات الرمزية والموسيقى والإضاءة والدمى العملاقة لتخلق تجربة حسية ودراماتورجية متكاملة.

الحبكة الدرامية

تبدأ المسرحية بعرض تكدس النفايات والفوضى البيئية، وتقديم شخصيتي غفلان ونعسان كنموذج للاستهانة الفردية بالجوانب البيئية والمجتمعية. مع تطور الأحداث، تظهر شخصية يقظان لتقدم الحلول العملية من خلال التدوير والرسكلة، مشكّلة نقطة التحول في الحبكة.
الذروة تصل عندما تتجسد النفايات كشخصيات حية (بلاستون، شحّون، ابرون، مزّون) وتواجه الإنسان، لتخلق صدامًا رمزيًا بين الطبيعة ونتائج استهتار البشر، ما يجعل الخطر البيئي ملموسًا أمام الأطفال والكبار على حد سواء.

الرمزية والإخراج المسرحي

- الدمى العملاقة: تضخّم المخاطر البيئية بصريًا وتجعل المشهد أكثر تأثيرًا، بحيث يدرك المشاهد حجم ما أنتجه الإنسان من أضرار.

- الأقنعة المحايدة: تجسّد لحظات الاستهتار والوعي، وتدفع الجمهور لإعادة التفكير في دوره الفردي والجماعي تجاه البيئة.

- الإضاءة والموسيقى: الظلال والألوان الباردة تكثف الشعور بالخطر، بينما الضوء الدافئ يرمز إلى لحظة الاكتشاف والحلول. الإيقاعات الموسيقية تنتقل من الفوضى إلى الانسجام، لتشد الجمهور نحو الذروة الرمزية والمشاهد المهمة.

أبعاد اجتماعية وبيئية

المسرحية تعكس واقع المجتمع المحلي، مثل تراكم النفايات وغياب الوعي البيئي، وتطرح أسئلة عن مسؤولية الفرد والجماعة تجاه حماية بيئتهم. كما تربط العمل بالرهانات العالمية المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لتظهر أن كل خطوة صغيرة نحو التغيير تبدأ من كل فرد في المجتمع.

الشخصيات والرسائل الرمزية

- غفلان ونعسان: الاستهتار البشري وغياب الإدراك.

- يقظان: الحلول والإبداع والتفاعل الإيجابي مع البيئة.

- بلاستون، شحّون، ابرون، مزّون: الرموز الفانتازية للنفايات، لتحويل المخاطر إلى أداة تعليمية وتوعوية.

"عصر التدوير" يثبت أن المسرح يمكن أن يكون أداة تعليمية وتوعوية قوية. الحبكة المتدرجة، الرموز البصرية، الإيقاعات الصوتية، واستخدام الدمى والأقنعة تجعل المسرحية تجربة متعددة الطبقات: تعليمية، فنية، وبيئية. المسرحية تؤكد أن المسؤولية الفردية والجماعية تجاه البيئة هي محور الوعي المستدام، وأن الركح يمكن أن يكون منصة لتغيير سلوك المجتمع نحو الأفضل.

آخر الأخبار

ماكرون يصف هجوم إسرائيل على غزة بالفشل ويدق ناقوس الخطر الدولي

ماكرون يصف هجوم إسرائيل على غزة بالفشل ويدق ناقوس الخطر الدولي

الإفريقي يزأر في ودية نابل ويقصف السلة بفارق 32 نقطة!

الإفريقي يزأر في ودية نابل ويقصف السلة بفارق 32 نقطة!

صافرة جعيّد على موعد مع مواجهة نارية بين المتلوي والإفريقي!

صافرة جعيّد على موعد مع مواجهة نارية بين المتلوي والإفريقي!

الأفريقي في مواجهة نجم المتلوي… تشكيلة مرتقبة وسط غيابات مؤثرة وانتظار بطاقة الشريمي!

الأفريقي في مواجهة نجم المتلوي… تشكيلة مرتقبة وسط غيابات مؤثرة وانتظار بطاقة الشريمي!

مورينيو يعود… بنفيكا تستعيد "السبيشال وان" لإشعال المدرجات والحلم الأوروبي!

مورينيو يعود… بنفيكا تستعيد "السبيشال وان" لإشعال المدرجات والحلم الأوروبي!

Please publish modules in offcanvas position.