في موعد ثقافي تستعيد فيه سليانة وهجها الإبداعي، تنطلق يومي 13 و14 ديسمبر الجاري فعاليات الدورة الثالثة من "ملتقى عبد القادر الهاني للفكر"، احتفاءً بمرور أربعين سنة على بعث مجلة الاتحاف، أيقونة الإعلام الثقافي التونسي منذ 1985، والتي حملت شعارًا يلخّص مسيرتها: "من الفكر إلى الأفق".
الملتقى تنظّمه جمعية الاتحاف الثقافية برئاسة المبدع السعيدي المنصوري، بالشراكة مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسليانة، في احتفالية تعيد الاعتبار لمجلة لعبت دورًا استثنائيًا في تشكيل الوعي الثقافي التونسي والعربي.
أربعون عامًا من الشموخ… معرض يروي الحكاية
يفتتح الملتقى من المركّب الثقافي بسليانة، حيث يُقام معرض أرشيفي بعنوان "أربعون عامًا من التفرّد والشموخ"، يوثّق بالصور والوثائق مسيرة مجلة استطاعت أن تحافظ على حضورها رغم ضيق الإمكانيات واتساع طموحاتها.
حوارات ومسيرة وتحدّيات
تنتظم إثر ذلك مائدة مستديرة بإدارة الأستاذ حبيب الدريدي تحت عنوان "المسيرة والتحديات"، بمشاركة ثلّة من المثقفين وأصدقاء المجلة.
ويقدّم الشاعر والإعلامي منصف كريمي مداخلة بعنوان "الفعل الثقافي بين دفّتي الاتحاف: واقعًا واستشرافًا"، تليها مداخلات الأستاذ محسن الكريفي (من وحي الأربعين)، والأستاذ عمر الكنزاري (الاتحاف بين الحيف والإنصاف)، ثم الأستاذ جمال الشرادي (أربعة عقود بين ضيق اليد واتساع المدى).
إبداع شبابي وورشات وتحديات فنية
وفي الفترة المسائية، تُقام مسابقة في كتابة الرواية مستوحاة من كتاب "صفحات من تاريخ سليانة الحديث".
كما تُنظَّم ورشة لتصميم غلاف جديد للمجلة بإشراف أساتذة المعهد العالي للفنون والحرف.
وتُختتم فعاليات اليوم الأوّل بأمسية شعرية ثريّة يشرف عليها الشاعر السعيدي المنصوري بمشاركة نخبة من الأصوات الشعرية، مع مرافقة موسيقية للفنان فاضل زروق.
صوت الذاكرة واستشراف المستقبل
يوم 14 ديسمبر، تحتضن المكتبة الجهوية بسليانة عرض فيديوهات بعنوان "أصوات من الماضي" تجمع شهادات حول المجلة ومؤسسها عبد القادر الهاني، يليها منبر حواري بإدارة الأستاذ محمد الأمجد العبيدي حول تاريخ الاتحاف وآفاق تطويرها.
وسيتم خلال الورشات صياغة وثيقة مقترحات لتجديد المشروع الثقافي للمجلة، قبل أن يُختتم الملتقى بمنح جائزة اليوبيل الياقوتي لتكريم شخصية ساهمت في إشعاع الاتحاف.
مجلة صنعت ذاكرة… وعبَرَت الحدود
منذ تأسيسها سنة 1985، حرصت الاتحاف على خدمة الثقافة الجادة ونشر نصوص راقية في الشعر والقصة والفكر، مستقطبة أسماء عربية لامعة، وفي الوقت ذاته فاتحة الباب أمام الأقلام الشابة لتُعبّر وتُبدع.
أربعون عامًا من العطاء… من سليانة إلى الفضاء العربي.
وأربعون عامًا من مجلة جعلت من الكلمة مشروعًا ومن الثقافة رسالة.



