في حدث ينتظره عشّاق السرد ومحترفو صناعة الرواية، يفتح بيت الرواية تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، أبوابه من جديد لاحتضان الدورة الثالثة من ملتقى تونس للرواية العربيّة من 11 إلى 13 ديسمبر بدار الكُتب الوطنية بالعاصمة، في نسخة اختارت أن تُحلّق بعيدًا تحت عنوان واسع الدلالات: “الحُلم في الرّواية العربيّة”.
الدورة، التي يشرف على إدارتها القاص يونس السلطاني، تبدو هذا العام أكثر كثافة وثراءً، إذ تجمع أسماء من مختلف البلدان العربيّة في جلسات نقديّة وفكريّة تُحوّل الحلم من مفهوم مجرّد إلى أداة كشف واستنطاق للذات والواقع.
افتتاح بنكهة الفن… “حُلم” بصوت الموسيقى
تنطلق الفعاليات بالكلمات الرسمية، ليعقُبها عرض موسيقي بعنوان “حُلم” بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة “الشاذلي القليبي”، بإشراف مسرح الأوبرا، في إيحاء بأن الحلم – على خشبة الفن – يكشف ما تعجز اللغة المكتوبة عن قوله.
اليوم الثاني: تفكيك الحُلم… من المفهوم إلى البنية السرديّة
الجلسة الأدبية الأولى، بإدارة الأستاذ محمد الخبو، تُفتَح بأوراق تبحث في الحلم كتقنية، كذاكرة، وكصوت خفيّ داخل النصوص الروائية:
- محمد الخبو (تونس): تسريد الحلم في الرواية العربية
- سهير المصادفة (مصر): من رحم أحلامي وكوابيسي
- زهور كرام (المغرب): سرديّة الحلم في الرواية العربية
- فهد العتيق (السعودية): خلايا أحلام وتأمّلات نائمة
- ماهر مجيد إبراهيم (العراق): التحوّلات السردية لبنائيّة الحلم
الجلسة المسائية تأتي بزاوية مختلفة، إذ تديرها الأستاذة آمنة الرميلي تحت عنوان: “الحُلم آلية تخييليّة” ليواصل ضيوف الملتقى استنطاق هذا العالم المراوغ:
- أيمن العتوم (الأردن): ضرورة الحلم في الرواية
- لولوة المنصوري (الإمارات): بناء المخيّلة المائية وخلق الحلم
- زهران القاسمي (عُمان): المنامات وما بين عالمين
- عمر حفيظ (تونس): أحلام مغدورة في سرديات تونسية
- محمد الأمين محمد الأمين (موريتانيا): الحلم الموريتاني في الرواية
اليوم الثالث: الرواية كمرآة للأحلام… ومختبر للذّات
تنطلق الجلسة الثالثة بإدارة نور الهدى باديس تحت محور:
“حواريّة الذات والمعنى”
بأوراق نقدية تبحث في الحلم كأداة تشريح نفسي وسردي:
عائشة إبراهيم (ليبيا): جماليّات الحلم وكشف الذات
رضا الأبيض (تونس): الرواية مختبر أحلام
عبد الله الحسيني (الكويت): الأحلام لغة بديلة
مجدي بن عيسى (تونس): الحلم والتجريب
وفي المساء تتعمّق الجلسة الرابعة في جماليات الرمز والحلم كأداة تهريب شعوري داخل النص:
نجوى بركات (لبنان): السير على تخوم الوعي واللاوعي
محمود النجّار (فلسطين): الحلم في عوالم إبراهيم نصر الله
إسماعيل يبرير (الجزائر): حيلة الحلم في مأزق السرد
محمد الغربي عمران (اليمن): الحلم أداة الروائي وأجنحته
اليوم الختامي: نماذج عربية… وقراءات تُضيء مناطق الظل
الجلسة الخامسة بإدارة مصطفى الكيلاني، تكشف نماذج روائية من بلدان عديدة، في مقاربات نقدية تحفر عميقًا في بنية الحلم:
هدى النعيمي (قطر): أحلام المرأة الخليجية في السرد
هادي دانيال (سوريا): الحلم في “هجرة السنونو”
نادر حسن كاظم (البحرين): سرد الحلم في الرواية الحديثة
برنامج موازٍ… رحلة ثقافية خارج القاعات
ولأن الأدب مُتجذّر في الأرض كما في الورق، خصّصت إدارة الملتقى برنامجًا ثقافيًا موازيا لضيوفه العرب:
زيارة متحف باردو يوم 11 ديسمبر
لقاءات مفتوحة بفضاء راعي النجوم ببيت الرواية
جولة إلى مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء يوم 12 ديسمبر
ليُختتم الملتقى بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، حيث تُكرّم المشاركات والمساهمات في هذه الدورة.
حدث يُعيد للرواية مجد السؤال: لماذا نحلم؟
بهذه البرمجة الثرية، تبدو الدورة الثالثة من ملتقى تونس للرواية العربية أكثر من مجرّد لقاء أدبي؛ إنها محاولة جريئة لإعادة الاعتبار للحلم كآليّة مقاومة، كنافذة سرديّة، وكبوصلة داخلية تضيء ما قد يعجز الواقع عن تفسيره.
ملتقى يقترح – عبر نخبة عربية واسعة – أن الحلم ليس فقط ما نراه في نومنا… بل ما نكتبه لننجو.
