في عالم العملات المشفرة المليء بالوعود والمخاطر، برزت الألمانية ذات الأصول البلغارية روجا إغناتوفا لتصبح ملكة العملة الرقمية، المرأة التي أسرّت العالم برؤيتها لعملة "ون كوين". بين وعود بالثروة الفائقة وعوائد خيالية، استولت على مليارات الدولارات قبل أن تختفي بشكل غامض، تاركة وراءها سلسلة من الضحايا والأسئلة بلا إجابة.
البداية: حلم "قاتلة بيتكوين"
في يونيو 2016، ظهرت روجا على منصة ويمبلي أرينا في لندن، معلنة أن "ون كوين" ستتجاوز بيتكوين لتصبح العملة المشفرة الأولى عالميًا. بفستان فاخر وثقة كبيرة، أسرّت الحاضرين بحلم الحرية المالية والربح السريع. استثمر الناس من باكستان والبرازيل إلى هونغ كونغ والنرويج أكثر من 4 مليارات يورو خلال فترة قصيرة.
لكن الحقيقة كانت مختلفة: غياب البلوك تشين، الركيزة الأساسية لأي عملة مشفرة، جعل "ون كوين" مجرد قاعدة بيانات يمكن التلاعب بها.
مخطط هرمي عالمي
نجاح "ون كوين" لم يكن مبنيًا على ابتكار تكنولوجي، بل على التسويق الهرمي الذكي. استعانت روجا بمسوّقين بارعين مثل الهولندي إيغور ألبرتس لتحقيق ثروات هائلة بسرعة، مستفيدين من شراء المستثمرين لرموز بلا قيمة فعلية. وصف مكتب التحقيقات الفيدرالي هذا النظام بأنه "زواج وول ستريت بالتسويق الهرمي".
الاختفاء والغموض
مع تضخم ثروتها، أنفقت روجا على عقارات فاخرة وحفلات مترفة، لكن مع تأجيل إطلاق البورصة الموعودة، بدأت الشكوك تتزايد. في أكتوبر 2017، لم تظهر في مؤتمر ضخم بلشبونة واختفت عن الأنظار، تاركة شقيقها كونستانتين ليقود "ون كوين" حتى اعتقاله في 2019.
تداعيات الفضيحة
استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار، وتقديرات تصل إلى 15 مليارًا.
استخدام شركات وهمية وهيكليات معقدة يصعب تتبع الأموال.
بطء السلطات في التنظيم والتحقيق، مع تحذيرات مؤقتة غير فعالة.
الضحايا والبحث عن العدالة
تظل العديد من الضحايا، مثل جين ماك آدم من اسكتلندا، في صراع مع الخسائر والندم، بينما يعيش المروجون حياة مترفة. حتى أغسطس 2025، ظل مكتب "ون كوين" في صوفيا نشطًا، والمليارات المفقودة معلّقة، والعدالة بعيد المنال.
الدرس الأهم: في عالم العملات الرقمية، ليس كل ما يلمع ذهبًا. بين وعود الثروة والانبهار بالتكنولوجيا، تبرز الحاجة إلى الوعي والفحص الدقيق قبل كل استثمار، لأن المخاطر قد تكمن في التفاصيل المخفية خلف البريق الساحر.
