في وقتٍ تُقبل فيه المجتمعات الغربية على الماء المثلج كوسيلة للانتعاش، يتمسّك ملايين الصينيين بكوب الماء الساخن، حتى في عزّ الصيف وحرارة الطقس المرتفعة، ما يثير دهشة السيّاح والزوار لأول وهلة.
لكن هذه العادة ليست مجرد تقليد، بل ثقافة متجذّرة عمرها قرون، تحولت إلى نمط حياة لا ينفصل عن الروتين اليومي لدى الشعب الصيني. كثيرون منهم يحملون الترمس معهم في العمل، في وسائل النقل، وحتى في الحدائق، لضمان توفر جرعة من "الدفء العلاجي".
بحسب موقع تايمز أوف إنديا، فإن شرب الماء الساخن ليس مجرد طقس تراثي، بل سلوك صحي مثبت علميًا، حيث تشير الدراسات إلى فوائد متعددة، أبرزها:
🔹 تحسين الهضم: يساعد الماء الدافئ على تحفيز الإنزيمات الهضمية، ويخفف من الانتفاخ والغازات.
🔹 دعم الترطيب الفعّال: فعّال بعد التمارين الرياضية، وفي الأجواء الجافة.
🔹 تخفيف احتقان الأنف والتهاب الحلق: بفضل البخار المصاحب له، والمفعول المهدئ.
🔹 تحفيز الدورة الدموية: توسّع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم يوازي ما تفعله جلسات الساونا!
🔹 تعزيز المزاج والتركيز: بفضل تنشيطه للجهاز العصبي المركزي، وهو ما ينعكس على الحالة النفسية.
ومع أن هذه الفوائد لا تزال بحاجة للمزيد من الأبحاث، فإن الصينيين يرون في كوب الماء الساخن تجسيدًا لتوازن الجسد والعقل، وتعبيرًا عن الانضباط والاتزان الداخلي.
فهل تحوّل هذه العادة "الغريبة" إلى توجه عالمي جديد مع تصاعد الاهتمام بالطب الوقائي والأنماط الصحية الطبيعية؟