لطالما ارتبط ارتفاع ضغط الدم بالإفراط في تناول الملح، لكن باحثين حديثين كشفوا عن عامل آخر لا يقل خطورة، وهو السكر المضاف في الأطعمة والمشروبات اليومية، الذي قد يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية والموت المبكر.
وحذّر خبراء صحيون من أن الإفراط في استهلاك المشروبات الغازية والحلويات والمأكولات فائقة التصنيع قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة احتمالات النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على أكثر من 25% من سعراتهم الحرارية اليومية من السكريات المضافة يكونون أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بثلاثة أضعاف مقارنة بغيرهم.
كما أظهرت الأبحاث أن تناول المشروبات المحلاة أكثر من ثماني مرات أسبوعياً يزيد من خطر تمدد الأوعية الدموية في القلب بنسبة نحو 33%، ويرفع احتمال قصور القلب أو السكتة الدماغية بحوالي 20%. ويعد ارتفاع ضغط الدم العامل الأساسي وراء تمدد الأوعية الدموية، الذي قد يتطور بصمت لكنه يشكل تهديداً للحياة في بعض الحالات.
ويشير الباحثون إلى أن السكريات المضافة قد ترفع مستويات حمض البوليك في الجسم، ما يعيق إنتاج أكسيد النيتريك الضروري لاسترخاء الأوعية الدموية، كما يحفز نظام رينين–أنجيوتنسين–ألدوستيرون المسؤول عن توازن الشوارد، ما يؤدي إلى رفع ضغط الدم.
وتشير دراسات أخرى إلى أن كل زيادة يومية بمقدار 100 غرام من الأطعمة فائقة التصنيع – الغنية بالسكر والملح والمواد الحافظة – ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 6%، وبزيادة احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم بنسبة 14.5%.
في المقابل، يترقب الملايين في بريطانيا دواءً جديداً يسمى "باكدروستات"، يوصف بأنه أول علاج يستهدف السبب الجذري لارتفاع ضغط الدم بدلاً من الاكتفاء بالسيطرة على الأعراض، ومن المتوقع أن يتوفر عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية خلال العام المقبل.
مع انتشار الضغوط الحياتية ونمط الحياة غير الصحي، يظل السكر المضاف عدوًا خفياً للصحة القلبية، يفرض الحذر في اختيار الأطعمة والمشروبات اليومية للحفاظ على ضغط دم صحي وقلب سليم.