في مراجعة لا تخلو من الحدة، واجهت دولة قطر انتقادات شديدة من قبل اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز العنصري (CERD) التابعة للأمم المتحدة. تناولت اللجنة معاملة قطر للعمال المهاجرين والتمييز العنصري الذي يعاني منه هؤلاء الأفراد.
رغم محاولات الوفد القطري، برئاسة الدكتور التركي عبد الله المحمود، تبرير الإصلاحات التي تم إجراؤها، إلا أن اللجنة وصفت هذه الجهود بأنها "غير كافية وسطحية". تم التركيز خلال الجلسة على استغلال واحتجاز العمال المهاجرين في ظروف استغلالية وممارسات تمييزية تتضمن منع تغيير أرباب العمل وتصريحات خروج مقيدة.
أحد النقاط المثيرة للجدل كانت قضية الطيب بن عبد الرحمان، الذي تم اعتقاله ومحاكمته وطرده من البلاد بطريقة ظالمة، حسب ما أكد دبابي بكاري، الخبير المشارك في اللجنة.
الرد القطري على هذه الانتقادات كان مثيرًا للجدل، حيث أشار الدكتور المحمود إلى أن الجميع محترم وحقوقهم محمية وفقًا للدستور القطري، مما أثار استياء الخبير رييس فاديلي الذي شدد على الحاجة للشفافية والالتزام الكامل بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وفي هذا السياق، أظهرت مراجعة CERD أن الإصلاحات التشريعية في قطر لم تكن كافية للقضاء على الممارسات التمييزية والفصل العنصري، خاصة في قطاعات مثل البناء والخدمات المنزلية. وأبدت اللجنة قلقها العميق إزاء بطء وتيرة الإصلاحات وعدم كفاية الإجراءات التي اتخذتها قطر للامتثال للمعايير الدولية.
تثير هذه الانتقادات تساؤلات حول جدية قطر في مواجهة التمييز العنصري وضمان حقوق الإنسان لجميع الأفراد، وتدعو للمزيد من الالتزام والعمل الجاد لتحقيق التقدم في هذا المجال.