اختر لغتك

تراجع حاد لجودة حياة الأطفال في العالم

دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة الأطفال من جميع أنحاء العالم إلى تولي الأدوار الرئيسية في وسائل الإعلام والسياسة والأعمال والرياضة والترفيه، للتعبير عن دعمهم للملايين من أقرانهم الذين هم غير متعلمين وغير محميين.


نيويورك - أفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنه من المرجح أن نحو 180 مليون طفل في 37 دولة يعيشون في فقر شديد أو لا يذهبون للمدرسة أو يلقون حتفهم في اشتباكات عنيفة، وذلك أكثر مما كان عليه الحال منذ 20 عاما.

وخلص التقرير إلى أن الاضطرابات والصراعات والحكم السيء من ضمن الأسباب الرئيسية لتراجع جودة الحياة بالنسبة لطفل من بين كل 12 طفلا في تعداد أطفال العالم البالغ عددهم 2.2 مليار طفل.

وتم تسجيل أكبر تراجع في جنوب السودان، التي تعاني من حرب أهلية دموية، حيث يعتبر الأطفال في وضع أسوأ مقارنة بالجيل السابق.

وقال لورانس شاندي مدير إدارة البيانات والبحث والسياسة باليونسف إنه “على الرغم من أن الجيل السابق شهد مكاسب واسعة وغير مسبوقة في ما يتعلق بمستويات المعيشة بالنسبة لمعظم أطفال العالم، فإن حقيقة أنه تم استبعاد أقلية منسية من الأطفال من ذلك التصنيف، دون ذنب من جانبهم أو من جانب أسرهم أمر مثير للسخرية”.

وسجلت أكثر من 14 دولة، تشمل الكاميرون وزامبيا وزيمبابوي، زيادة في عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 90.1 دولار يوميا. كما تم رصد انخفاض في عدد الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية في 21 دولة، منها سوريا وتنزانيا.

وارتفعت نسبة الأطفال أقل من 19 عاما الذين يلقون حتفهم في أحداث عنيفة في سبع دول، وهي جمهورية أفريقيا الوسطى والعراق وليبيا وجنوب السودان وسوريا وأوكرانيا واليمن. ويشار إلى أن جميع هذه الدول تشهد صراعات كبيرة.

ويأتي إصدار التقرير بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، وهو اليوم الذي تبنت فيه الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل عام 1989، حيث أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم.

وقال مسؤول عراقي في المفوضية المستقلة لحقوق الإنسان (مؤسسة رسمية ترتبط بالبرلمان)، إن واقع الطفولة في البلاد مأساوي، في ظل غياب البرامج الحكومية الخاصة لحسم مشاكل الطفولة.

وأوضح هيمن الباجلان عضو مفوضية حقوق الإنسان أن “واقع الطفولة في العراق مأساوي، خصوصا في المناطق المحررة من سيطرة داعش، حيث تعرض الأطفال هناك لغسيل دماغ، وتجنيد الأطفال من سن الـ15 لصالح التنظيم الإرهابي، كما استخدموا كدروع بشرية”.

وبيّن أن “هناك جيلا من الأطفال بحاجة إلى إعادة تأهيل عن طريق برامج شاملة”.

وأضاف “الأطفال النازحون في المخيمات ليسوا أفضل حالا من أطفال المناطق المحررة، فهم حتى الآن يشعرون بأنهم في سجون، لأن المخيمات ليست بيئة مناسبة للأطفال من جميع النواحي”.

ولفت إلى أن “الحكومة العراقية لغاية الآن غير مهتمة بمعالجة مشاكل الطفولة، ولا توجد أي برامج شاملة تهتم بإعادة تأهيل الأطفال”.

ويعتمد مستقبل العراق وأمنه الاقتصادي ورخاؤه على زيادة الاستثمار في التعليم اليوم، وذلك وفقا لدراسة أصدرتها وزارة التربية العراقية بدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف.

وقالت الدراسة إن الاستثمار في قطاع التعليم مكلف، لكن عدم القيام بذلك سيكلف البلاد أكثر بكثير في المستقبل. ووفق بيان صحافي صادر عن اليونيسيف، تقدر الخسائر الاقتصادية نتيجة الهدر الكبير للأموال بسبب الأجور المهدرة جراء التسرب من المدارس في العام الدراسي 2015-2014 بحوالي مليار دولار.

ويشير تقرير لليونيسف حول “فقر الأطفال في العراق” إلى أن واحدا من بين كل خمسة أطفال فقراء قد تسربوا من التعليم قبل إتمام الدراسة الابتدائية وذلك لأسباب اقتصادية.

ومع حلول اليوم العالمي للطفل ودخول الأزمة السورية عامها السابع، يعيش الأطفال في سوريا محرومين من حقوقهم الأساسية مثل التعليم والصحة والحماية من العنف. ويعتبر الأطفال الشريحة الأكثر تضررا من الصراعات التي شهدتها سنوات الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ عام 2011.

وخلال سنوات الحرب، تسرب معظم الأطفال في سوريا من المدارس لدعم أسرهم، ويعيشون كضحايا حرب محرومين من الحقوق الأساسية مثل الحياة والصحة والتعليم.

وقال نائب مدير رابطة جمعية حقوق اللاجئين، المحامي عبدالله رسول دمير إن “الأطفال هي الفئة الأكثر تضررا من الحرب في سوريا، لأنهم ربما الأكثر احتياجا للحماية”.

وأضاف دمير أن “القانون الدولي وضع تعريفا لحقوق الطفل، ولكن رأينا خلال السنوات الست الماضية، أن كافة القوانين الدولية فشلت في الامتحان عندما أصبح الموضوع متعلقا بأطفالنا في سوريا”.

ونبّه إلى أن “8.5 مليون طفل في سوريا تأثروا بسبب النزاع الدائر في بلادهم”، وذلك وفقا لأحدث تقرير صادر عن اليونيسف.

وأظهر استطلاع أجرته اليونيسف أن أكثر من سبعة أطفال من بين كل 10 في ماليزيا يخشون التعرض للتنمر أو التضرر من التغير المناخي والإرهاب. وقال أكثر من 60 بالمئة من الأطفال الماليزيين إن قضايا عالمية مثل العنف ضد الأطفال والإرهاب تقلقهم أيضا. واستطلعت المنظمة آراء 11 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين تسعة و18 عاما من 14 دولة من بينها البرازيل ومصر والهند وتركيا وأميركا.

وقالت ماريان كلارك-هاتينجه ممثلة المنظمة في ماليزيا إن “النتائج المقارنة للاستطلاع العالمي تسلط الضوء على القضايا التي تهم الأطفال الماليزيين بشكل خاص مقارنة بغيرهم، كالتنمر، ويتعين أن يتم أخذ الأمر على محمل الجد ومعالجته”. وأضافت “في اليوم العالمي للطفل هذا، عندما يتحدث الأطفال بوضوح، علينا أن نصغي”.

واحتفى العالم باليوم العالمي للطفولة تحت شعار “إنه عام الأطفال” ويهدف الاحتفال العالمي إلى تسليط الضوء على قضايا الطفولة ومحاولة بناء عالم أفضل للأطفال.

وأشار جستين فورسيث نائب المدير التنفيذي «لليونيسف» إلى أن اختيار شعار العام «إنه عام الأطفال» يعد دعوة من المنظمة إلى السماح للأطفال بتولي أدوار رئيسية هذا اليوم في وسائل الإعلام، وعالم الرياضة، والأعمال، والسياسة، وقال «من أوكلاند إلى عمان، ومن نيويورك إلى نجامينا، نريد من الأطفال أن ينضموا إلى مدارسهم ومجتمعاتهم المحلية للمساعدة في إنقاذ حياة أطفال آخرين والكفاح من أجل حقوقهم وتحقيق إمكاناتهم”.

ويمكن للأمهات والآباء والمعلمين والممرضين والأطباء والقادة الحكوميين وناشطي المجتمع المدني، وشيوخ الدين والمجتمعات المحلية، وأصحاب الشركات، والإعلاميين، وكذلك الشباب والأطفال أنفسهم أن يلعبوا دورا هاما في جعل يوم الطفل العالمي ذا صلة بمجتمعاتهم، والمجتمعات والأمم.

 

آخر الأخبار

الإصلاح التربوي في تونس: أزمة بنيوية تتطلب إعادة التفكير الجذري في المنظومة التعليمية

الإصلاح التربوي في تونس: أزمة بنيوية تتطلب إعادة التفكير الجذري في المنظومة التعليمية

السجن لرجل أعمال ورئيس جمعية رياضية بتهم فساد مالي

السجن لرجل أعمال ورئيس جمعية رياضية بتهم فساد مالي

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

ريادة الأعمال النسائية في تونس: نحو اقتصاد أخضر وشامل لتحقيق التنمية المستدامة

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

تونس في المرتبة الثانية في هجرة الكفاءات: أزمة تهدد المستقبل وضرورة استراتيجية وطنية للحد منها

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

90 عامًا من الأمجاد: ترجي جرجيس يحتفي بتاريخه ويتصدر البطولة

Please publish modules in offcanvas position.