كتبت: يارا السامرائي
في موقف داعم ومؤثّر وإنسانيّ، ظهر العميد الدكتور المصريّ والباحث بشؤون الأمن القومي، أحمد عكاشة، بمقطع فيديو متداول على منصّات التواصل الاجتماعيّ، وهو بمنطقة وسط البلد بمدينة القاهرة، مع طالب مجتهد وعصاميّ، بالصفّ الأوّل الإعداديّ، يبيع الجوارب، لدعم عائلته.
أوضح أحمد عكاشة بالفيديو أنّ الطالب يُدعى آدم وهو من مدينة ديروط التابعة لمحافظة أسيوط، علاوة على أنّه متفوّق في دراسته؛ فتقديراته تترواح بين ممتاز وجيّد جدًّا، بجانب أنّه يعمل بالإجازة الصيفيّة ليعين أهله.
أبدى الدكتور العميد لآدم احترامًا وفيرًا وأعطاه حقّ قدره؛ فلقّبه بالأستاذ والملك. كما أثنى عليه قائلًا له إنّه مثل أعلى يُحتذى به، مما رسم ابتسامة عريضة على وجه الطالب. وفي خطوة تشجيعيّة منه، اشترى عكاشة من آدم عددًا كبيرًا من الجوارب.
بعد أن أشاد عكاشة بجهود آدم في العمل وتحمّله للمسؤوليّة واستغلاله للإجازة بشكل نافع ومفيد، وأكّد على ضرورة الاقتداء به، دعا إلى تعزيز التربية السليمة للأطفال؛ إذ أشار إلى وجوب تنشئتهم على إدراك قيمة العمل والمال وأنّ السماء لا تمطر ذهبًا وفضّة وأنّ السعي والكدّ بالعمل هما الطريق الوحيد لجني ثمار الجهد (المال)، بالإضافة إلى الاعتماد على النفس وعدم التواكل والاعتماد المطلق على الأهل دون الشعور بأيّة مسؤوليّة ودون تقدير لجهدهم المبذول في توفير المال.
ما ذكره أحمد عكاشة يذكّرنا بأهمّيّة دعم الطلّاب وتشجيعهم على استغلال الوقت بالعمل الجاد والتركيز على تحقيق أهدافهم الشخصيّة والتعليميّة.
أولى أحمد عكاشة اهتمامًا فائقًا بهذا الطالب؛ إذ حرص على إجراء اتّصالًا هاتفيًّا مع والده، وأشاد له بحسن تربيته ووصفه له بإنّه زين الرجال، كما أوصاه بضرورة الاهتمام بتعليمه وعدم التراخي بشأنه أو التهاون فيه.
ومن منظور فلسفيّ وعُمق منطقيّ -كما عهدناه-، كتب عكاشة أنّ آدم خُلق ليكون آدم، وأردف: "ربّنا خلق سيّدنا آدم لإعمار الأرض عن طريق العِلم والعمل. آدم هو نموذج لأولادنا جميعًا"، كما تمنّى انتشار هذا النموذج على مستوى الجمهوريّة، موضّحًا أنّ مصر لن تتقدّم إلّا إذا أصبحت كلّها مليئة بالأشخاص أمثال آدم الذين يعملون بجد.
ومن جانب آخر، عقّب عكاشة على التعليقات الإيجابيّة التي مَدَحَت ما قام به مع آدم، بتأكيده علي أنّه قصد بصدق كلّ كلمة ثناء وجهها لآدم وما كانت بدافع جبر الخاطر أو التعاطف.
نتمنّى أن يكون لدينا المزيد من القادة أمثال العميد الدكتور أحمد عكاشة، الذين يسعون لتحقيق الخير وتعزيز قيَم العدالة والمساواة في مجتمعاتنا العربيّة، ويؤمنون بأهمّيّة العمل الجاد والتفاني، ويقومون على تعزيز الوعي والتثقيف حول دورهما في تحقيق الأهداف الشخصيّة والمجتمعيّة، ولديهم رؤية إنسانيّة تشمل الاهتمام بالآخرين، ويقدّرون قيمة الإنسان، ويعملون على تحقيق التقدّم والازدهار للجميع، مع الاحترام والتفهّم لتنوّع الثقافات والخلفيّات، ويشجّعون الشباب على الابتكار والتفوّق في مجالات مختلفة، سواء في التعليم أو العمل أو العمل الخيريّ، لبناء مجتمعات أكثر تعاونًا وتحقيق تغييرًا إيجابيًا يعود بالفائدة على الجميع.