شهدت قاعة "الريو" بالعاصمة تونس، ندوة علمية نظمها المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وخصصت لتقديم دراسة ميدانية حول آثار التغير المناخي في تونس، وقد أشرفت على الدراسة الدكتورة إيمان الكشباطي، بمشاركة مجموعة من الباحثات، وركرت على مناطق العلا من ولاية القيروان وقلعة الأندلس من ولاية أريانة كنماذج لتأثير التغير المناخي في تونس.
مقالات ذات صلة:
فشل أشجار الصنوبر في جنوب فنلندا: التغير المناخي وراء الظاهرة الغامضة
البحر الأبيض المتوسط يسجل حرارة قياسية تهدد النظم البيئية وتزيد من آثار التغير المناخي
حيث تعمقت الدراسة في تأثيرات التغير المناخي التي بدأت تبرز بوضوح في المناطق التونسية المختلفة، وتحديدا من خلال رصد التأثيرات المباشرة على الموارد المائية، والزراعية، ونظم الحياة اليومية، وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت إيناس لبيض، منسقة قسم العدالة البيئية والمناخية بالمنتدى، على ضرورة فهم التأثيرات المناخية على المجتمع، وخصوصا في ظل تزايد موجات الحرارة والجفاف، مما يتطلب معالجة عاجلة وجماعية.
هذا وعرضت الدكتورة إيمان الكشباطي، رفقة الباحثتين هالة الماجري وشيماء يعقوبي، أهم نتائج الدراسة التي اعتمدت على تحليل ميداني عميق للتحديات البيئية التي تواجهها مدينتا العلا وقلعة الأندلس، حيث تمت دراسة تأثير المناخ على الأراضي الزراعية ومستويات المياه الجوفية، كما تطرق العرض إلى العوامل التي تؤدي إلى تفاقم الظواهر المناخية في هذه المناطق، والأضرار الناتجة على السكان المحليين.
كذا عكست الندوة ضرورة الحرص على تناول قضية التغير المناخي باعتبارها قضية حقوقية واجتماعية، مؤكدة على أهمية العدالة البيئية في حماية المجتمع والبيئة، وقد تم تقديم توصيات للحكومة والمجتمع المدني من أجل تفعيل الاستراتيجيات البيئية والمناخية التي تراعي حقوق المواطنين وتساهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية، مبرزة ضرورة نشر الوعي والتشجيع على السياسات المناخية المستدامة التي يمكن أن تخفف من آثار التغير المناخي المتزايدة في تونس، خاصة على المجتمعات المتضررة بشكل مباشر.