كتبت: يارا السامرائي
تُعتبر التربية بالثواب والعقاب من الأساليب التقليديّة التي اُستخدمت عبر العصور لضبط سلوك الأطفال وتوجيههم نحو السلوكيّات المرغوبة. ومع تطوّر أساليب التربية الحديثة، أصبح من الضروريّ دمج هذا الأسلوب مع مبادئ التربية الحديثة لتحقيق أفضل النتائج في تنشئة الأطفال.
مقالات ذات صلة:
وزير التربية يعتذر عن المعاناة ويؤكد العمل على تحسين الظروف التعليمية
وزير التربية: إنشاء المجلس الأعلى للتربية والتعليم تأكيدٌ على التزام الدولة برأس المال البشري
التربية البدنية تحت القصف: كيف تحوّلت ساحات المدارس إلى مناطق خطر؟
مفهوم التربية بالثواب والعقاب
الثواب هو تعزيز إيجابيّ يُمنح للطفل عند قيامه بسلوك مرغوب، مما يشجّعه على تكرار هذا السلوك. يمكن أن يكون الثواب مادّيًّا مثل الهدايا أو معنويًّا مثل الثناء والتشجيع.
العقاب هو إجراء يُتخذ لتقليل أو إيقاف سلوك غير مرغوب. يمكن أن يكون العقاب مادّيًّا مثل الحرمان من بعض الامتيازات أو معنويًّا مثل التوبيخ.
كيفيّة تطبيق أسلوب التربية بالثواب والعقاب مع الطفل في ضوء التربية الحديثة
1. تحديد السلوكيّات المرغوبة وغير المرغوبة: يجب على الأهل تحديد السلوكيّات التي يرغبون في تعزيزها وتلك التي يرغبون في تقليلها.
2. استخدام الثواب بشكل متوازن: يجب أن يكون الثواب متناسبًا مع السلوك المرغوب، وأن يُمنح فورًا بعد حدوث السلوك لتعزيز الارتباط بين السلوك والثواب.
3. استخدام العقاب بحذر: يجب أن يكون العقاب متناسبًا مع السلوك غير المرغوب، وأن يُستخدم كوسيلة تعليميّة وليس كوسيلة للانتقام.
4. التواصل المستمرّ: يجب على الأهل التواصل مع أطفالهم بشكل مستمرّ لفهم مشاعرهم واحتياجاتهم والعمل على تلبيتها.
أمثلة ونماذج تطبيقية على أسلوب التربية بالثواب والعقاب
1. الثواب: إذا قام الطفل بترتيب غرفته دون طلب، يمكن مكافأته بوقت إضافيّ للعب أو بنزهة خاصّة.
2. العقاب: إذا قام الطفل بضرب أخيه، يمكن حرمانه من مشاهدة التلفاز لمدّة يوم واحد مع شرح سبب العقاب وأهمّيّة السلوك الجيّد.
نصائح للوالدين عند تطبيق أسلوب التربية بالثواب والعقاب
1. الاستمراريّة والثبات: كن ثابتًا في تطبيق الثواب والعقاب. التغيير المستمرّ في القواعد يمكن أن يربك الطفل.
2. التوازن: استخدم الثواب والعقاب بشكل متوازن. لا تفرط في الثواب حتّى لا يفقد قيمته، ولا تفرط في العقاب حتّى لا يصبح الطفل متمرّدًا
3. التوقيت المناسب: قدّم الثواب أو العقاب فور حدوث السلوك لضمان فهم الطفل للعلاقة بين السلوك والنتيجة.
4. التوضيح والشرح: اشرح للطفل سبب الثواب أو العقاب. هذا يساعده على فهم السلوكيّات المرغوبة وغير المرغوبة.
5. التعزيز الإيجابيّ: ركّز على تعزيز السلوكيّات الجيّدة بدلًا من التركيز على معاقبة السلوكيّات السيّئة.
6. القدوة الحسنة: كُن قدوة حسنة لأطفالك في السلوك والأخلاق؛ فالأطفال يتعلّمون من خلال تقليد الكبار.
7. التواصل الفعّال: حافظ على حوار مفتوح ومستمرّ مع أطفالك لفهم مشاعرهم واحتياجاتهم.
محاذير للوالدين عند تطبيق أسلوب التربية بالثواب والعقاب
1. تجنّب العقاب الجسديّ: العقاب الجسديّ يمكن أن يسبّب أضرارًا نفسيّة وجسديّة للطفل. استخدم بدائل مثل الحرمان من الامتيازات.
2. عدم الإفراط في الثواب: الإفراط في الثواب يمكن أن يجعل الطفل يعتمد على المكافآت بدلًا من تطوير الدافعيّة الداخليّة للسلوك الجيّد.
3. تجنّب العقاب العاطفيّ: لا تستخدم العقاب العاطفيّ مثل التجاهل أو التوبيخ الشديد؛ فهذا يمكن أن يؤثّر سلبًا على ثقة الطفل بنفسه.
4. الابتعاد عن العقاب العشوائيّ: يجب أن يكون العقاب متناسبًا مع السلوك غير المرغوب وأن يكون له هدف تعليميّ.
5. عدم التناقض: تجنّب التناقض في تطبيق القواعد بين الأبوين؛ فهذا يمكن أن يربك الطفل ويضعف تأثير التربية.
6. الاهتمام بمشاعر الطفل: تأكّد من أنّ الطفل يفهم أنّ العقاب هو لسلوكه وليس لشخصه، وأنّك تحبّه بغض النظر عن سلوكه.
يُعدّ أسلوب التربية بالثواب والعقاب من الأدوات الفعّالة في تربية الأطفال إذا ما اُستخدم بشكل متوازن ومدروس. من خلال اتّباع النصائح وتجنب المحاذير، يمكن للوالدين خلق بيئة تربويّة صحّيّة تساعد الأطفال على النموّ والتطوّر بشكل سليم.
