تعمل مصالح وزارة الشؤون الثقافية وضمن مشروع وطني ومنذ إشراف الدكتور محمد زين العابدين على سير هذه الوزارة وفق خطة عمل استراتيجية المدى لبعث 200 فضاء ثقافي مستقل وذلك بهدف استغلال الامكانيات المتاحة للاستثمار في الصناعة الابداعية وفي الذكاء إعتمادا على ما يزخر به القطاع من ثروات وبهدف تحرير المبادرة الثقافية والقرار الثقافي من ذهنية التبعية والإتكال على الموارد العمومية وتشجيع المثقفين والمبدعين حيثما كانوا على الاقتراح والمبادرة في سياق شراكة حقيقية بين العمومي والخاص ووضع حد لفكرة القطيعة بين الابداع وخلق الثروة وإعادة الاعتبار لدور المثقف في بناء الثروة الوطنية على المستويين الابداعي والاقتصادي.
وفي لقاء جمعنا مع السيد زياد الخليفي مستشار وزير الشؤون الثقافية المكلّف بمأمورية متابعة تأهيل المؤسسات والفضاءات الثقافية أفادنا أن برنامج بعث 200 فضاء ثقافي مستقل له عدة أهداف تنموية منها تكريس مجال العمل الثقافي كحقل للاستثمار والعمل المستقل وتحفيز القطاع الخاص على المساهمة في دعم الشأن الثقافي استثمارا وترويجا وإنشاء صناعة ثقافية تضمن تنمية ثقافية واقتصادية عادلة ومتوازنة بين الجهات وإعطاء الفرصة للشباب للاستثمار في القطاع الثقافي باعتبار ثراء مكوناته ومجالاته وقابليتها المتنامية للاستغلال.
وعن الأهداف الكمية لهذا البرنامج والذي خصص لتنفيذه ما قرابة الـ4 مليون دينار أفادنا محدثنا أنه في اطار هذا التوجّه سيتم خلق 200 فضاء ثقافي مستقل في كامل أنحاء البلاد مع إعتماد مبدإ التمييز الايجابي في المساندة والإسناد لأصحاب المبادرات وخاصة الشبابية في الولايات الداخلية وفي الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مع دعم المبادرات والمشاريع المستقلة لحوالي 200 شاب من حاملي الشهادات العليا مع التركيز على الجهات المشمولة بالتمييز الايجابي وعلى الأحياء الشعبية وأحزمة المدن الكبرى الى جانب دعم فرص التشغيل لأكثر من 1000 شاب من حاملي الشهادات العليا ضمن المشاريع الثقافية المستقلة.