عيسى حراث، الممثل الكبير الذي أفنى عمره في خدمة الفن، يواجه اليوم أزمة صحية حادة تكاد تضعه على حافة الانهيار. هذا الرجل الذي منح الفن التونسي كل ما لديه من قوة وصحة ووقت، بات اليوم عاجزاً ومريضاً، بينما تواصل تونس، بكل أسف، تجاهل تضحياته الكبيرة.
عيسى حراث، ابن الجريصة، لم يكن مجرد فنان، بل كان ذاكرة ثقافية حية وسيرة حافلة بالعطاء. هذا الرجل الذي ملأ المسارح وأشعل شاشات التلفاز بأدواره المميزة، أصبح اليوم في حاجة ماسة إلى الدعم والعلاج الذي يستحقه. ليس أقل من واجب الدولة أن تقف إلى جانبه في محنته، وتبادر بتقديم الرعاية الصحية اللازمة له ولعائلته. هذا هو الحد الأدنى من التقدير الذي يستحقه عيسى حراث، في ظل تضحياته الجسيمة للفن والوطن.
نداء عاجل: تحركوا الآن، قبل فوات الأوان
إن الوضع الصحي لعيسى حراث يتطلب تحركاً فورياً من جميع الجهات المعنية. فلا يعقل أن يتم تجاهل قامة بهذا الحجم في ظل الأزمة التي يمر بها. يجب أن تتكاتف الجهود من أجل ضمان تقديم العلاج المناسب له، وحمايته من مزيد من المعاناة.
هذا الرجل الذي قدم لتونس الكثير من لحظات الفرح والفخر، يجد نفسه اليوم في موقف يائس، بينما المسؤولون يواصلون صم أذانهم عن استغاثاته. ألم يحن الوقت ليقوم هؤلاء المسؤولون بواجبهم ويكرموا هذا الفنان العظيم، فقط بالعلاج؟ ألم يحن الوقت لأن ينحني المسؤولون احتراماً لتاريخ عيسى حراث وعطائه الذي لم ينقطع؟
إذا كتب الله لعيسى حراث أن يبقى بيننا، فليكن درساً للمسؤولين بأن الوفاء والاعتراف بالجميل ليس مجرد كلمات، بل أفعال يجب أن تتحقق. وإذا كانت نهاية حياته قد اقتربت، فلتكن ضميراً يقضّ مضاجع من كان في موقع المسؤولية وامتنع عن الوقوف بجانبه في محنته، ويبقى دمه في رقابهم.
نحن في انتظار تحرك حقيقي من الجهات المعنية، ولن ننسى أن عيسى حراث يستحق كل احترام وتقدير في حياته، قوموا بواجبكم وارضوا ضمائركم واتركوا الباقي بينه وبين الله.