في زيارة غير معلنة ومليئة بالرمزية، قام رئيس الجمهورية السيد قيس سعيّد بجولة استكشافية في المنشآت الثقافية والمكتبات بالمدينة العتيقة بتونس، ليؤكد من جديد التزامه الراسخ بصون التراث الثقافي للبلاد والحفاظ على مكانته العالمية؛ بمبادرة شخصية، قام الرئيس سعيّد بالاستماع إلى المسؤولين والخبراء والمثقفين، معبّرًا عن رؤيته القوية والدقيقة للمستقبل الثقافي والاجتماعي لتونس.
في زيارته الأولى، توجه رئيس الدولة إلى جمعية صيانة مدينة تونس، حيث ناقش مع المسؤولين دور بلدية العاصمة وأهمية الجمعية في الحفاظ على المعالم التاريخية الفريدة في تونس، وقد كد الرئيس سعيّد أن هذه المنشآت لا يمكن التفريط فيها، وأنها يجب أن تبقى ملكا للدولة التونسية فقط، فالتاريخ والتراث الثقافي لا يُعرضان للبيع أو التفويت بهما بأي شكل من الأشكال.
ثم قام رئيس الجمهورية بزيارة مكتبة الخلدونية والمقر القديم للمكتبة الوطنية ومكتبة الديوان، حيث أكد على أهمية الحفاظ على هذه المؤسسات الثقافية التي تعكس تاريخ تونس العريق، و شدد على أن الثقافة هي ركيزة أساسية لتقدم أي شعب، وأنه يجب منح القطاع الثقافي المكانة التي يستحقها، بما في ذلك التخصيص المالي الكافي لتطويره.
وفي لقاءه برئيس الحكومة في قصر الحكومة بالقصبة، تناول السيد سعيّد مجموعة من المواضيع الهامة، ومن بينها القطاع الثقافي، و أعرب الرئيس عن إصراره على مواصلة حربه ضد الفساد في جميع القطاعات دون استثناء، بما في ذلك القطاع الرياضي الذي لا يزال يعاني من محاولات السيطرة غير المشروعة، مشيرا إلى أن الانتخابات يجب أن تكون حرة ونزيهة دون تلاعب، وأن الشعب التونسي ليس غافلاًعن مكائد الفاسدين ومحاولاتهم للتأثير في العملية الديمقراطية.
وفي نهاية اليوم، قام رئيس الجمهورية بزيارة غير معلنة للمعهد الوطني لعلوم وتقنيات البحار، المعروف بـ"دار الحوت"، وخلال لقاءه مع الإطارات الإدارية والأساتذة، تطرق الرئيس سعيّد إلى العديد من النقائص والانتهاكات التي يعاني منها المعهد، وقد أكد على أنه يجب أن يعود هذا المعهد الذي سيحتفل تونس قريبًا بالذكرى المائة لتأسيسه إلى مكانته السابقة وإشعاعه العالمي. ليس فقط داخل حدود تونس، بل على المستوى العالمي.
إن زيارة رئيس الجمهورية لهذه المنشآت الثقافية والمكتبات ولقاءه مع المسؤولين والخبراء يعكس التزامه القوي بصون التراث الثقافي لتونس والعمل على تطوير القطاع الثقافي؛ بالإضافة إلى ذلك، يؤكد على أهمية محاربة الفساد في جميع القطاعات، بما في ذلك القطاع الرياضي، ويشدد على ضرورة الالتزام بالمبادئ الديمقراطية وضمان عمليات انتخابية نزيهة.
إن تونس بحاجة إلى قادة يتحلون بالرؤية والتصميم لتحقيق التغيير الإيجابي، وقد أظهر قيس سعيّد، من خلال زيارته اليوم، أنه ملتزم بتحقيق هذا التغيير والحفاظ على هوية وتراث تونس الغني، لذا علينا أن ندعم هذه الجهود ونؤمن بأن الثقافة والتراث هما أساس بناء مستقبل مشرق لتونس وشعبها.
Présidence Tunisie رئاسة الجمهورية التونسية
بقلم إيمان مزريقي