في عالم مليءٍ بالتفاصيل الدقيقة والألوان الزاهية، يتجلى بزوغ الإبداع في كل زاوية من زوايا المعرض التشكيلي الجماعي "بزوغ ابداعي"، هنا تلتقي الفنون المختلفة وتتعانق في رقصة متناغمة تعكس روح الفنان وتجسد تنوع الثقافات والتجارب الإبداعية في المجتمع التونسي.
بمجرد خطوتك داخل فضاء الثقافي سانت كروا في نهج جامع الزيتونة بالمدينة العتيقة بتونس، ستنغمس في عالمٍ ساحر من الفنون التشكيلية، و يشتعل الحماس ويتجدد الإلهام بينما تتجوّل بين أروقة المعرض، حيث تتواجد أكثر من 140 عملا فنيا يحمل كل منها لغة خاصة وقصة فريدة.
المعرض يحتضن تنوعا فنيا مدهشا يجمع بين الرسم، والنحت، والتصوير الفوتوغرافي، والسيراميك، وحتى الفسيفساء، فهو يستضيف فنانين تشكيليين عصاميين يبلغ عددهم 76 من مختلف الجهات التونسية، ويتشارك هؤلاء الفنانين اللمسات الإبداعية والتحفيز، ما يتيح للزائرين فرصة استكشاف عوالمٍ فنيةٍ متعددة تعبّر عن الثراء الإبداعي الإنساني.
على أرض المعرض، تتلاقى المدارس التشكيلية المختلفة بأسلوب متميز يبرز الغنى الثقافي في المجتمع التونسي، فالقطع الفنية تنبض بالحياة وتعكس تناغمًا بين الكلاسيكية والواقعية والمدارس الحديثة، إنها تجسد التعايش والتفاعل الإبداعي بين الفنانين، وتحمل بين طياتها روح كل فنان ومشاعره العميقة.
ولكن هذا المعرض ليس مجرد عرض فني، بل هو تجربة فريدة تعكس روعة التالف الجماعي، فمن خلال امتزاج الألوان والأشكال والتقنيات المختلفة، يتم تنشيط الروح الإبداعية للزوار وفتح آفاقهم للتفكير الجديوالابتكار، وهو فرصة هامة لاستكشاف العوالم الفنية المتنوعة والاندماج في جمالياتها المتعددة.
هذا وتعكس الأعمال المعروضة في المعرض التشكيلي الجماعي معانٍ قوية ودقيقة جدا، فكل قطعة فنية تحمل في طياتها تجرب فريدة ورؤية شخصية للفنان، فالرسم يصور الواقع بألوانه وظلاله، والنحت ينحت الشكل والحجم، والتصوير الفوتوغرافي يلتقط لحظات الجمال العابرة، والسيراميك والفسيفساء يخلقان أعمالا تعكس التراث والتقاليد.
وببراعتهم يتوازن المقام الجميل بين الروح الفنية والعواطف العميقة الموجودة في هذا المعرض، ففي كل قطعة نجد فيها ضوءا يشع وجمالا ينبعث، تحكي قصة، وترسم صورة، وتلامس القلوب برقة وعذوبة لا تضاهى.
ان هذا المعرض التشكيلي الجماعي "بزوغ ابداعي" ليس مجرد رحلة فنية، بل هو تجربة سحرية تأسر الأبصار وتلمس القلوب،وهو فرصة للاستمتاع بجمال الفن والتعبير الإبداعي، وفتح أذهاننا لتجارب جديدة ومفاهيم متجددة، لذا ادعوكم للتوجه جميعا إلى هذا الفضاء الثقافي المميز ولنغرق في بحر الجمال والإبداع، ولندع الأعمال الفنية تحكي لنا قصصها وتلهمنا بروعتها.
وفي نهاية هذه الرحلة الفنية، ستجدون أنفسكم متغيرين، مستلهمين، ومشحونين بالإلهام الفني، فالفن يمتد بعيدا عن الحدود الزمانية والمكانية، ويخلق روابطًا بين الثقافات والأفكار، لذا فالتستعدوا لبزوغ إبداعنا الخاص ولنمنح أنفسنا فرصة للتعبير عن جمالنا الداخلي وإبداعنا الفريد.
ايمان مزريقي
