بقلم عزيز بن جميع
مثلت إعادة عرض القناة الوطنية الثانية للسلسلة الكوميدية نحب نستحسن، بطولة الفنان نور الدين بن عياد، والراحلين عفيف اللقاني وخديجة السويسي، فرصة مميزة لإحياء الكوميديا الراقية ذات المستوى الهادف. العمل تناول قصة رجل يعاني بين تسلط والده الصعب، وتدليل والدته، ما يضعه في مواقف محرجة مع نساء مختلفات كلما حاول الزواج، ليُظهر سذاجته وضعف شخصيته أمام الآخرين.
نور الدين بن عياد أبدع في تجسيد هذا الدور، حيث قدّم صورة دقيقة لرجل تونسي مقموع عائليًا وعاطفيًا، مما جعله يفقد الثقة بنفسه. ورغم النجاح الكبير للسلسلة وإعادة عرضها، يبقى السؤال الملحّ: لماذا يتم تهميش كوميدي بقيمة وموهبة نور الدين بن عياد من المشهد الإعلامي والتلفزيوني؟
نور الدين ليس فقط فنانًا كوميديًا، بل تراجيدي أيضًا، فقد تألق في أعمال درامية مثل غادة، الحصاد، والعاصفة، إلى جانب نجاحه في الكوميديا بأعمال مثل جاري يا حمودة. هذا التنوع يعكس موهبة فريدة وقدرة على التأقلم مع مختلف الأدوار، مما يجعل إبعاده عن الساحة الفنية غير مبرر.
رغم وجوده حاليًا في حامة قابس، يبقى نور الدين منفتحًا على العمل في أي مشروع جديد يرى فيه إضافة فنية ومادية، وهي حقوقه كفنان. لذا، هل سنرى عودة نور الدين بن عياد إلى الساحة التلفزية في المستقبل القريب؟ أم سيبقى هذا المبدع في الرفوف، ضحية للإهمال في زمن يهيمن فيه التهريج على الأعمال الفنية؟
إن مكانة نور الدين بن عياد في تاريخ الكوميديا والدراما التونسية ثابتة، ويبقى الأمل في أن يعود هذا الفنان الموهوب إلى الشاشة ليعيد إحياء الزمن الجميل.