انطلقت قاعات السينما التونسية، يوم الأحد 22 ديسمبر 2024، في عرض الفيلم التونسي الجديد "قنطرة"، الذي حصد جائزة أفضل فيلم تونسي في الدورة الـ35 لأيام قرطاج السينمائية. الفيلم، من إخراج وليد مطار، يُسلط الضوء على قضايا شائكة تهدد الشباب، مثل وهم الثراء السريع وانتشار المخدرات وتأثير الإنترنت على المجتمع.
مقالات ذات صلة:
"صاحبك راجل" يثير الجدل قبل انطلاقه في قاعات السينما التونسية
انطلاق عروض فيلم "موفاسا: الأسد الملك" في قاعات السينما التونسية
Viana 2 يشعل قاعات السينما التونسية: موانا تعود بمغامرة جديدة مشوقة
قصة الفيلم
يبدأ "قنطرة" أحداثه من الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية، حيث يحلم طارق (المعروف بتيتا)، مغني الراب الصاعد، بإطلاق أغنية جديدة على يوتيوب. يستعين بصديقه فؤاد، المخرج الطموح الذي يعاني من قلة التمويل لأفلامه الوثائقية، وصفاء، مصممة الحلي الناشطة على إنستغرام.
خلال تصوير أحد مشاهد الأغنية على البحر، يعثر الثلاثي على صندوق كبير مليء بمخدر الكوكايين، فتبدأ حكاية مليئة بالتوتر والصراع بين أحلامهم البسيطة والفرصة السريعة لجني الأموال.
يتخذ الثلاثي قرار بيع المخدرات، ليجدوا أنفسهم في دوامة من المشاكل، بين الضغوط الأمنية والابتزاز والمخاطر التي تهددهم من كل جانب. ينقل الفيلم رحلة تنقلهم الليلية بين الضواحي الشمالية والجنوبية عبر الجسر الذي يجسد انتقالهم من عالم الأحلام إلى وهم الثراء السريع.
نهاية مليئة بالعبر
ورغم النجاحات المؤقتة التي يحققها الثلاثي، تنقلب الأمور رأساً على عقب عندما يتم ابتزازهم وسلب كل ما جنوه من أموال. تيتا يتخلص من المخدرات، وصفاء تُسلب مدخراتها، وفؤاد يبدد حصته في أوهام الوصول إلى السينما عبر الأثرياء. ينتهي الفيلم بدرس قاسٍ يعيدهم إلى الواقع، ويجبرهم على مواجهة أحلامهم الحقيقية بعيداً عن الأوهام.
رسائل الفيلم وأهميته
"قنطرة" ليس مجرد فيلم درامي، بل يعكس واقع الشباب التونسي وتحدياته اليومية. يطرح المخرج قضايا معقدة مثل تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والفوارق الطبقية، والأخطار المحدقة بالشباب، مثل المخدرات وأحلام الثراء السريع التي قد تقود إلى مسارات مظلمة.
بطولة الفيلم تميزت بحضور قوي لكل من سارة حناشي، وسيف عمران، ومحمد أمين حمزاوي، الذين قدموا أداءً مقنعاً يعكس معاناة الشخصيات وصراعاتها الداخلية.
"قنطرة" يمثل تجربة سينمائية جريئة تسلط الضوء على قضايا اجتماعية حساسة، مقدماً مزيجاً من التشويق والواقعية. الفيلم يثبت مرة أخرى أن السينما التونسية قادرة على معالجة قضايا المجتمع بعمق وفنية عالية، مما يجعله واحداً من أبرز الأعمال السينمائية هذا العام.