الصفحة 2 من 4
مناسبة ثقافية
انتشرت ثقافة “السجادة الحمراء” في كبرى المهرجانات العربية في السنوات الأخيرة، وباتت أزياء المشاهير محل جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما غابت أهمية مضامين الأعمال السينمائية المعروضة عن الواجهة. وأخيرا أثار مهرجان الجونة السينمائي في مصر جدلا واسعا بسبب أزياء المشاهير الحاضرين، فيما تقول أوساط فنية إن المهرجان كان يحتوي على ندوات مهمة تناولت قضايا الفن في المنطقة، إلا أن البحث عن نسب المتابعة على مواقع التواصل جعل من أزياء المشاهير مادة إعلامية دسمة بينما وقع غض الطرف عمّا تعانيه السينما العربية من صعوبات وسبل إنقاذها وإنقاذ الجيل الجديد من المواهب والهواة.
ولا يستبعد متابعون أن تسير أيام قرطاج السينمائية على خطى مهرجان الجونة، أمام سيطرة ثقافة الاستعراض التي حولت اهتمام الجمهور من الأعمال الفنية إلى الجدل القائم بشأن الأزياء.
ويشير المخرج وسيم القربي إلى أهمية أن يحافظ المهرجان على قيمته الثقافية وألاّ يركز على السجادة الحمراء بهدف الإثارة وجذب الأضواء إليه.
ويؤكد على ضرورة أن يبقى المهرجان مناسبة ثقافية بحتة وليس مساحة لاستعراض المشاهير.
ويعد المهرجان الذي تأسس سنة 1966 ويقام تحت رعاية وزارة الشؤون الثقافية أحد أبرز المهرجانات السينمائية العربية وأقدمها.
ويراهن المهرجان على استعادة جمهور السينما الذي أرغم على الغياب ومقاطعة الفضاءات الثقافية أعقاب انتشار وباء كوفيد – 19.
ونقلت وسائل إعلامية عن مدير المهرجان رضا الباهي قوله إن “أبرز متغيرات الدورة الجديدة هي عودة المسابقة الرسمية وباقي البرامج الأخرى بعدما غابت التنافسية عن الدورة السابقة بسبب جائحة كورونا”.
وستشهد هذه الدورة إضافة جديدة وهي “سينما الثكنات” والتي تشمل عرض الأفلام لعناصر الجيش داخل ثكناتهم وذلك استكمالا لتمدد المهرجان في المدن والمحافظات ووصوله إلى داخل السجون في دورات سابقة.
وأوضح الباهي في وقت سابق أن عدد الدول المشاركة في الدورة الجديدة بلغ 45 دولة منها 28 دولة أفريقية و17 دولة عربية بينما بلغ إجمالي الأفلام 750 فيلما موزعة على 11 قسما بالمهرجان.
وبلغت مشاركات تونس 18 فيلما طويلا منها تسعة روائية وتسعة وثائقية، إضافة إلى 36 فيلما قصيرا بين روائي ووثائقي.