حسن المبروكي فنان قدير و قيدوم و متمرس، قدم عدة اعمال تلفزية و مسرحية مع فرقة قفصة، متضلع و محنك.. برز في مسلسلات تونسية هامة وقدم ادوارا هامة جدا مثل الحصاد و حكم الايام و غادة و يا زهرة في خيالي، لكن منذ عشرين سنة هو مقصي، و اقصائه خلف له مرارة.. معه كان هذا الحوار الغاضب.
مقالات ذات صلة:
حسن المبروكي بين احضان برنامج نعيمة بن عمار
حسن المبروكي: الشمعة التي تضيء دائمًا
مظالم كبيرة يتعرض لها الفنان القيدوم حسن المبروكي
* سي حسن تبدو متالم جدا و ساخط من وضع الفنان في تونس ؟
انا مقصي عن التلفزة منذ اكثر من 20 سنة اليس هذه وصمة عار لمن لم يتذكرني؟!! انا ممثل محترف مسرحي قمت بادوار بطولة هامة وعاشرت عمالقة المسرح وتكونت تكوينا جيدا.
الا يحز في نفسي ان ابقى بين الرفوف في "الفريقو" مجمدا و انا الذي قدمت عشرات الاعمال الهامة و الادوار البطولية ؟!
حان الوقت لاتكلم و اثور نيابة عن نفسي و عن زملائي.
* و هل وضع الفنان في تونس خطير ؟
الفنان حين يفوت سن التقاعد يصبح مهددا بالفقر والمرض والارهاق والتعب و الهموم ولا احد يتكلم عنه، بعض زملائي جرايات تقاعدهم مضحكة، البعض 150 دينار و البعض الاخر 200 دينار و البعض ينهي حياته ليس له مصاريف التداوي وفنانون معروفون ليس لهم اي مورد رزق.
* من المسؤول حسب رايك؟
طبعا الهياكل المعنية التي اخر همها وضع الفنان والبعض مشغول بفساتين النجمات والزرابي الحمراء.. فعلا قلبي يتحسر قهرا على الوضع الكارثي للمبدع في تونس منذ زمان و لكن اليوم اصبح الامر لا يطاق.
* و ما الحل سي حسن؟
نحن لا نتسول نحن نطلب حقنا في العمل و ان نوزع في الاعمال الدرامية وان نتحصل على عروض نحن لا نطلب مساعدات لاننا لسنا نتسول.. نحن فنانون و مبدعون لنا كرامة.. و نحن ابناء قفصة لنا عزة و شموخ.
نحن من ننشر قيم النضال في مسرحنا يجب ان ندافع عن ابسط حقوقنا في حياة كريمة و شغل و حرية و كرامة. لكن الى متى نواصل نحن معشر الفنانين الصمت امام هذه المهازل ؟ يؤسفني ان يموت اصحابي بالشر و انا اتفرج.. تعددت القنوات التلفزية و المهرجانات لكن زاد وضع المعاناة.
* و ما اهم دور بقي في ذهنك تلفزيا؟
دور خالد في مسلسل الحصاد ومشهد رجوع الماء ظل لليوم عالقا في ذهن الجمهور التونسي وفي ذهني لكن احيانا حين اتفرج في اعادات كل اعمالي، اقول: ما الذي ينقصني حتى لا اتحصل على دور منذ عشرين سنة و حين اتحدث مع اي مخرج في الكواليس ينصفني و يعترف انني كفاءة في المسرح اما حين يجد الجد لم اجد احدا يوزعني.
* و كيف تصرفت مع هذا الوضع الاليم؟
كل عام انتج مسرحية للاطفال لاتفادى الاقصاء التلفزي.. لكن احيانا تدمع عيني من القهر.. لا حل لنا الا الدعاء الى الله عز و جل لتنفرج الغمة على المبدعين في تونس خاصة القدماء.. نحن نموت و نحن احياء قهرا و ظلما.. فارفعوا عنا حصار الاقصاء.. نحن لا نتسول.. نحن كفاءات عصفها الاقصاء الرهيب.
حاوره عزيز بن جميع
