في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد، سارعت دول أوروبية عدة إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة باللاجئين السوريين، مما أثار جدلًا واسعًا حول مستقبل ملايين اللاجئين.
مقالات ذات صلة:
الدفاع المدني السوري: انتهاء البحث في سجن صيدنايا دون العثور على أقبية سرية أو معتقلين
من هو محمد البشير؟ الرجل المكلف بتشكيل الحكومة السورية الانتقالية
سوريا في مرحلة انتقالية حرجة بعد انهيار نظام الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة على دمشق
تعليق البت في طلبات اللجوء
أعلنت دول مثل ألمانيا، فرنسا، النمسا، اليونان، وإيطاليا عن تعليق مؤقت لطلبات اللجوء المقدمة من السوريين، بينما دعا اليمين المتطرف السويدي إلى مراجعة تراخيص الإقامة الممنوحة للسوريين سابقًا.
وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، اعتبرت سقوط الأسد "مصدر راحة"، وحثت السوريين على العودة إلى وطنهم لإعادة بنائه. وأضافت أن المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين فرض تجميدًا للقرارات المتعلقة بطلبات اللجوء حتى تتضح الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا.
تحفظ أممي ودعوات للصبر
في المقابل، دعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى "الصبر واليقظة"، مؤكدة ضرورة التريث قبل اتخاذ قرارات تتعلق بعودة اللاجئين، نظرًا لعدم استقرار الوضع في سوريا.
النمسا وفرنسا وإيطاليا تنضم للموقف الألماني
أعلنت النمسا تعليق جميع طلبات اللجوء السورية ومراجعة الحالات التي مُنح فيها اللاجئون الإقامة مسبقًا.
أكدت وزارة الداخلية الفرنسية أنها تعمل على إجراء مشابه لتعليق طلبات اللجوء.
أما إيطاليا، فاتبعت ذات النهج، في إطار توافق أوروبي متزايد حول هذا الملف.
معضلة اللاجئين في أوروبا
تستضيف ألمانيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين في الاتحاد الأوروبي، بما يقارب مليون لاجئ. وكان معظمهم قد وصل خلال موجة اللجوء الكبرى بين عامي 2015 و2016.
يطرح تعليق طلبات اللجوء تساؤلات حول مصير هؤلاء اللاجئين، خاصة في ظل الدعوات الأوروبية المتزايدة لعودتهم إلى سوريا، رغم استمرار الغموض حول المرحلة الانتقالية وما قد تحمله من تحديات أمنية وسياسية.
سيناريوهات المستقبل
بينما يتصاعد الجدل الأوروبي حول سياسات اللجوء، يبقى مستقبل اللاجئين السوريين رهن تطورات الوضع في سوريا. ومع الدعوات الدولية لضبط النفس والصبر، يتوقع أن يظل الملف أحد أبرز التحديات الإنسانية والسياسية في المرحلة المقبلة.