تدخلت عناصر الجيش التونسي، امس الثلاثاء، في منطقة عقارب بولاية صفاقس؛ بعد أن تم حرق مركز الأمن بالمنطقة؛ على خلفية مواجهات مستمرة منذ مساء الإثنين، بين عناصر الأمن ومحتجّين.
وانتشرت عناصر الجيش ساعات بعد أن انسحبت قوات الأمن، منذ صباح الثلاثاء، لخروج المنطقة عن السيطرة الأمنية، وتمركزت عناصر الجيش في أغلب طرقات المنطقة وأمام مقرات المنشآت العامة بشاحنات ومدرعات وعشرات العسكريين، بعد أن شهدت المنطقة توترا حادا؛ على خلفية مقتل شاب شارك في احتجاجات ضد إعادة فتح مركز لتجميع النفايات.
وتجددت المواجهات بين عناصر الأمن وعشرات المحتجين، قبل أن يتم حرق مركز الأمن وطرد العناصر الأمنية منه، ودخل سكان المنطقة في إضراب عام وقام عدد من المحتجين بغلق الطرقات وإشعال العجلات المطاطية، وأصيبت المنطقة بشلل تام بعد توقف كل المؤسسات والمرافق الإدارية العامة والخاصة عن العمل، مع غلق كل المحلات والمقاهي.
ونفذ أعوان الصحة بعقارب وقفة احتجاجية؛ استنكارا لما تعرض له مستشفى الجهة، الإثنين، خلال المواجهات، وكميات الغاز المسيل للدموع التي تم استعمالها، وعبّر المحتجون عن رفضهم لقرار وزارة البيئة باستئناف نشاط مركز تجميع النفايات بمنطقة عقارب، بعد أن تم غلقه مؤخرا، وتم اتخاذ إجراء إعادته للعمل بعد أن شهدت محافظة صفاقس أزمة بيئية؛ بسبب تراكم النفايات.
وتم في الساعات الأولى من فجر الثلاثاء نقل جثمان الشاب الذي توفي ليلة أمس، عبدالرزاق لشهب (35 عاما)، من استعجالي عقارب إلى قسم الأموات بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس؛ للتشريح وتحديد أسباب الوفاة، بعد أن تضاربت الروايات بين وزارة الداخلية التي تقول إن الضحية توفي بمنزله، في حين يتحدث أهالي عقارب عن وفاته جراء الغاز المسيل للدموع.
وشهدت عقارب، مساء الإثنين، احتجاجات شعبية واسعة؛ على خلفية هذا القرار، وتجمع السكان في الشوارع وعبروا عن رفضهم لقرار إعادة فتح مركز تجميع النفايات، ورفعوا شعارات ضد الحكومة ودخلوا في مواجهة مع عناصر الأمن.
وعبّر السكان عن رفضهم لقرار وزيرة البيئة، ليلى الشيخاوي، التي أعلنت الإثنين، استئناف نشاط مركز تجميع الفضلات، معتبرة أنه ملك للدولة، ويجب إعادة تشغيله للحد من المخاطر الصحية والبيئية والاقتصادية، بعد أن تفاقمت أزمة النفايات في الولاية مؤخرا.
وتعيش ولاية صفاقس كارثة بيئية منذ ما يزيد على شهرين؛ بعد إغلاق مركز تجميع النفايات والتصرف فيها؛ ما أدى إلى تكديس النفايات في الطرقات، وهو ما بات يهدد صحة المواطنين ويسيء إلى المنظر العام للمدينة.