الرئيس التونسي يتعهد بتوضيح دوافع تجميد البرلمان والخطر الداهم والجاثم على الدولة.
تونس - اتهم الرئيس التونسي قيس سعيّد أطرافا لم يسمها بمحاولة جلب مرتزقة من الخارج بهدف إرباكه ودفعه إلى التراجع عما هو ماض فيه لإصلاح المسار، مؤكدا في نفس الوقت أنه سيوضح قريبا العديد من المسائل بشأن دوافع تجميد البرلمان والخطر الداهم والجاثم على الدولة التونسية.
وتأتي تصريحات الرئيس سعيّد كتأكيد لما تناقلته وسائل إعلام محلية وعربية خلال الأيام القليلة الماضية من تقارير إخبارية مفادها اعتزام نحو مئة عنصر إرهابي في القاعدة الجوية الوطية على التسلل إلى تونس لتنفيذ عملية إرهابية.
وقال سعيّد خلال لقائه بعلي مرابط، المكلف بتسيير وزارة الصحة، مساء الأربعاء "سنبقى على العهد ما دام هناك نفس يتردد وقلب ينبض ولا نخاف في الحق لومة لائم ومهما كان الطرف الذي يناور أو يحاول أن يشتري بالأموال بعض المرتزقة الذين يأتون من الخارج".
ولا يعتبر هذا الاتهام الأول من نوعه، حيث سبق للرئيس التونسي أن وجه اتهاما لأطراف سياسية لم يسمها بالسعي لتدبير محاولات لاغتياله، وقال "إنهم يفكرون في القتل والدماء"، مشددا على أنه "لا يخاف إلا من الله، وإن مات سيكون شهيدا".
وكانت السلطات الأمنية التونسية السلطات الأمنية التونسية تمكنت في 22 يوليو الماضي من إلقاء القبض على إرهابي خطط لاغتيال الرئيس سعيّد خلال زيارة كان سيؤديها إلى إحدى المدن الساحلية، شرقي البلاد.
وذكرت صحيفة "الشروق اليومية" أن المشتبه به هو تونسي الجنسية ينتمي لتنظيم "داعش"، وتسلل مؤخرا من ليبيا حيث تلقى تدريباته.
ويذكر أن حركة النهضة الإسلامية وفي خطوة لإبعاد الاتهامات أو التلميحات الموجهة إليها بالوقوف وراء محاولات استهداف حياة قيس سعيّد، تحركت ودعت أجهزة الدولة الأمنية والقضائية، للقيام بما يلزم للكشف عن هذه المؤامرات حتى تحدَّد المسؤوليات ولطمأنة الرأي العام وتحصين الأمن القومي التونسي.
وفي سياق آخر، أكد الرئيس التونسي أنه سيوضح قريبا العديد من المسائل بشأن دوافع تجميد البرلمان والخطر الداهم والجاثم على الدولة التونسية.
وقال سعيّد "سيتم في أقرب وقت توضيح العديد من المسائل الأخرى المتعلقة بالفصل 80 من الدستور".
واستند سعيّد إلى المادة 80 من الدستور والتي تجيز له إعلان التدابير الاستثنائية التي لقيت تأييدا واسعا في الشارع التونسي.
وفي ظل غياب محكمة دستورية تأخر وضعها منذ 2015، يملك الرئيس وحده سلطة تقدير "الخطر الداهم" واحتكار التأويل الملزم لفصول الدستور.
وأضاف أنه "لم يلجأ إلى الفصل 80 في البداية وإنما راهن على صدق عدد من الأشخاص، في إشارة إلى رئيس الحكومة هشام المشيشي الذي تحالف مع حركة النهضة الإسلامية، موضحا أن "الرهان كان خاسرا لأن الهدف ليس الدولة وإنما البحث عن السلطة وامتيازاتها."
وأكد أن "كثيرون لم يتعظوا وكثيرون يبحثون عن مواقع داخل السلطة وبعض أرائك الوزارات ليجلسوا عليها دون أي اعتبار أو اهتمام بالشأن العام ولا يهتمون إلا بالمناصب والامتيازات وكان من المفترض أن يكونوا قدوة للتونسيين".
ومن جهة أخرى، قال سعيد إنه سيتم، السبت 4 سبتمبر الجاري، تنظيم يوم تلقيح مكثّف مخصّص لرجال الأمن والجيش وللمواطنين الذين تلقوا الجرعة الأولى من التلقيح في 8 أوت.
واطلع سعيد على الاستعدادات الجارية على مستوى التحضير للعودة المدرسية والجامعية في جوانبها الصحية، وشدّد على أهميّة شهادة التلقيح ضد كورونا التي سيتم اعتمادها مستقبلا.
ودعا الرئيس التونسي إلى مواصلة التحلّي باليقظة والحذر تحسّبا لاحتمال عودة ارتفاع المؤشر الوبائي بتونس في ظلّ بروز سلالات متحوّرة جديدة في العالم، وذلك خاصة عبر مواصلة التزود بجرعات التلاقيح والمعدات الضرورية وتكوين مخزون استراتيجي من مادة الأكسجين.
وشدّد على ضرورة إيلاء المتابعة الضرورية للأمراض الأخرى، والتعجيل بإيجاد حلول تمكّن من تلافي النقص الحاصل على مستوى تزوّد المواطنين ببعض الأدوية.