لا يَرتضي الشعرُ
منَ الحروفِ تشيُّعا
إلاّ بما يُرضي الضميرَ لنُصرتك..!
كلّ الحروف صوبتْ لي رمحها
كي يكتوي جرحي بما قد أوجعك!
كل الحروف مذ ارتدت كفن الشهيد
صار لها الفَ ذراع مُشتبك..
ما خنتُ يوما قضيتي
كشفَ الرّدى عنْ خاذلي و خائنك...
فتريثي ..يا فتنة الاقدار مهلا
واسألي عني الملأ..
ٌطعم القصيد مُملح
لونُ القصيد مُضرج
ما أن صرختُ ببابها
قال الصدى ...لن أسمعك..!
هذا الشعورُ خلف السطور
تلك القوافي والبحور
ما نفعها يا شاعرا
والرأيُ فيها مرتبك ..؟
أين المقاصد في ارتجالي
إن لم أُبلّغ مقصدك...!
لا شيء يعدل سطوة الألم
هنا بين الظلوع
يصدُ روحي عن البكاء
ماذا أقول لثرى الشهيد؟
ما زلت في زمن العبيد
والجيفُ تطحن قدسنا
بالقنابل والقذائف و الحديد
والظلم في أرضي يسود
فالحرب قالت: هيتَ لكْ..!
من لا يرى حسن الوجود
في عينها بحر يذوب
والطيب في ريح الجنوب
بل قد رضيتم بالنحيب
والعرض فينا قد هُتك..
يا قبحنا...يا أدهم الوجه
المُسوٌد بالنعيم
هل نحن حقا منعمون..؟
بل نحن في قاع الدرك...
لن تعرف العرب طريقا للهدى
ونحن في غير فلك..!
كم من دعاة قايضوا أرضنا
بالرشاوي والفتاوي
بالظلالة والشرَك...
قيل الغناءَ فظاظة
والشعر أيضا عمالة
والرقص ولى دياثة
والعدل مات في النفق....
بين العدو وآله..
مرت أساطيل الجيوش
على الحدود مصيرها
وفي الخنادق نحرها..
بل نحن قطاع الطرق...!
يا أمة العار التي
قد بايعت ظهر الحمير في الوغى
من برجها العاجي ساومت
أرض البراق بجهلها ونفاقها...وجحودها
يا ثعلبه...ما أحقرك..!!
دُهشتْ حروفي واخرجت من نصلها
ما سَرّ قلبي وأدهشك...
قد كنت في أكناف صمت
لا يبلغ الآذان صوتي
لكنّ للقدس ملك..
خذها كما شئت بما شاء القصيد
يا عاذلي...لن أتبعك..!
من مغرب الأرض هنا
للمسجد الأقصى ننادي حلمنا
جئنا لفيفا فاستنصروا
يا من دعوتم أهلنا للسلام..
وعلى الثرى برك الدماء
أشلاؤهم... أطفالهم ..تحت الركام
قلتم لهم فلترحلوا...!
لكنهم لم يبرحوا
بل دعونا للجهاد مذ صرخنا عاليا:
العزة ... ل..غ ز ة..!!!!!
دامت وإن لم تشهدوا
من ذا يبارك ذلنا
من سلّم الغرب العنق؟
هذا الصراخ يهدّني...
يهينني..
ويجر سيلا من دمي
حتى يفيض على الورق..
بقصيدة كفنتها
من ألف بيت صنعتها
طوفان حزن ودعاء...
تبت يداه وتبّر الله خطاهُ
من غاصب..لمعتد..
تنعى الرجولة قبرها
يا ويلكم... ياويلتي ..!
ماذا أقول لثرى الشهيد؟
إن الأسود لا تنحني
لقبيلة من الضياع السائبه
ولا تهاب تصيدك..
حتى إذا نادى الشهيد ربه
والنور سلّ غمد الكفيف
في عين باغيهم يُشك
والشمس وارت جيوشهم
وغيّبتْ لون الأفق...
والصبح في ثوب الطفولة قد مسك
كان المصير محتما
والفتح للقدس بدا
والنصر بالظلم فتك...
الله سدّد رميَنا
عند الزحام في المعترك
فالوعد عهدٌ بيننا
واليومَ فعلا ..قدْ صدقْ
اليوم حقاااا قد صدق ...!!
.
ليلى السليطي