يعيش النادي الإفريقي واحدة من أحلك فتراته الإدارية، وسط فراغ تسييري رهيب، شلل كامل في اتخاذ القرارات، وضبابية مطلقة حول مستقبل الفريق العريق. وفي قلب هذا المشهد المأساوي تقف هيئة الحكماء، التي كان يُفترض بها لعب دور الوسيط والمنقذ، لكنها اليوم تتحول إلى عبء إضافي.
هيئة بلا حكمة؟
رغم المحاولات المتكررة، عجزت هيئة الحكماء عن تقريب وجهات النظر بين رئيس الهيئة التسييرية المستقيلة هيكل دخيل والمستثمر/المستشهر فيرجي شامبرز. الأسوأ من ذلك، أنها لم تنجح في طرح بديل حقيقي، أو حتى إقناع شخصيات وازنة مثل السيد كمال إيدير لتولي قيادة هيئة تسييرية جديدة. وبين شق يعارض وجود فيرجي شامبرز دون مساهمة مالية فعلية لسداد الديون، وشق آخر غارق في الانتظارات، يبدو أن الهيئة نفسها تحتاج اليوم إلى من يحكمها!
الجماهير تتحرك… والضغط يتصاعد!
جماهير النادي الإفريقي، التي ملّت من الفوضى، تطلق نداءً واضحًا وصريحًا: آن الأوان كي تحل هيئة الحكماء نفسها بنفسها، وترفع يدها عن النادي، لفسح المجال أمام أطراف أخرى قادرة على ضخ الدماء في شرايين هذا الكيان المريض.
الأزمة لا تقتصر على الإفريقي فقط؛ بل هي صورة مصغرة لما تعانيه الرياضة التونسية عمومًا:
🏟️ غياب قانون الهياكل الرياضية الذي يسمح للجمعيات الرياضية بالتحول إلى مؤسسات حقيقية، تملك وتتصرف في مواردها.
🏟️ إدارات هاوية عاجزة عن مجاراة متطلبات الاحتراف الحقيقي.
🏟️ رياضيون بلا صفة احترافية واضحة، وأندية رهينة تبرعات الرؤساء وكرمهم الشخصي.
الوقت ينفد… من ينقذ الإفريقي؟
هل ستكون هناك صحوة من رئاسة الجمهورية أو البرلمان لتفعيل القوانين المجمّدة؟ هل يتحرك المستثمرون الحقيقيون لإنقاذ النادي؟ أم أن الإفريقي سيبقى أسير فراغه التسييري وصراعات حكمائه؟
الكرة الآن في ملعب الجميع…
لكن جماهير الإفريقي تقولها بصوت عالٍ: كفى صمتًا، كفى فوضى، كفى انتظارًا!