في لحظة تاريخية شهدتها منافسات التجديف في أولمبياد باريس 2024، حققت ثلاث أمهات بطلات ميداليات أولمبية، مؤكدات أن الأمومة ليست عائقاً أمام التميز الرياضي. فقد تألقت المخضرمة البريطانية هيلين جلوفر، إلى جانب الثنائي النيوزيلندي لوسي سبورز وروبروك فرانسيس، ليتركن بصمتهن في سجلات الرياضة العالمية.
فازت سبورز وفرانسيس بالميدالية الذهبية في منافسات التجديف الزوجي للسيدات، بينما خطفت جلوفر، الأم لثلاثة أطفال، الميدالية الفضية في سباقات التجديف لرباعي السيدات. ما يميز هؤلاء الأمهات هو إصرارهن على تحقيق النجاح الرياضي، مع تحقيق التوازن بين الأمومة والرياضة.
اعتادت لاعبات نيوزيلندا على غناء أغاني الأطفال أثناء التدريب لتحفيز أنفسهن خلال الليالي الصعبة من أجل رعاية أطفالهن. حضر أفراد عائلاتهن إلى باريس لدعمهن، ما منحهن تركيزاً إضافياً لتحقيق هذا الإنجاز. وقالت فرانسيس: "إنها تجربة خاصة واستثنائية، تربية الأطفال ليست أمراً سهلاً".
وأضافت سبورز أن الدعم الكبير الذي تلقتاه من المنافسين عزز احترام الفرق الأخرى لهن. بعد انتهاء السباق، توجهت جلوفر لمصافحة أطفالها وعانقتهم بحرارة بعد حفل تسليم الميداليات. وأوضحت جلوفر: "لقد استمتعوا بالأجواء كثيراً"، معبرة عن سعادتها بإظهار القدرة على التوازن بين الرياضة والأمومة.
أكدت جلوفر أنها تأمل أن يكون إنجازها اليوم رسالة إيجابية للرياضيين الآخرين، قائلة: "أعتقد أنها رسالة للمجتمع مفادها أنه يجب أن يكون هناك انفتاح وتشجيع للنساء من أجل العودة وتحقيق ما يردن". قصة هؤلاء الأمهات هي دليل حي على أن الإرادة والعزيمة يمكنهما تحقيق المستحيل، مهما كانت التحديات.