تُعتبر حصص التربية البدنية جزءًا أساسيًا من المنظومة التعليمية، إلا أن الواقع يكشف عن مضار جسيمة ترتبط بممارستها في ساحات المدارس المبسوطة بالإسفلت. فالعديد من المؤسسات التعليمية، سواء كانت قديمة أم حديثة، تفتقر إلى الشروط الدنيا الضرورية لتنفيذ هذه الحصص، مما يعرض الأساتذة والتلاميذ لمخاطر جسيمة قد تؤدي إلى حوادث مؤلمة.
مقالات ذات صلة:
غزة تحت النيران: 24 قتيلاً وعشرات الجرحى في غارة إسرائيلية على مسجد ومدرسة
كارثة في زغوان: وفاة طفل وإصابة آخرين إثر سقوط سور مدرسة
مدرسة الكرامة سليمان: تأسس لتاريخ من الإبداع والتأثير الإيجابي
واقع مؤلم
الأساتذة والتلاميذ، في ظل غياب الساحات الملائمة والمرافق الضرورية كقاعات الملابس والمراحيض، يضطرون إلى "تعسف" ممارسة التربية البدنية في ظروف غير ملائمة، إذ يهرول الأستاذات والأساتذة مع تلاميذهم في ساحات اختلطت فيها الحجارة بالأتربة، ويتسبب ذلك في عواقب صحية ونفسية قد تؤثر على الأداء الأكاديمي والبدني للمتعلمين. يُطرح هنا السؤال: ما الجدوى من هذه الممارسات التي تنتهي بهم إلى الفصول الدراسية محملين بغبار الساحة وروائح العرق؟ إنها مسرحية رديئة بكل المقاييس.
الحاجة إلى إعادة النظر
في ضوء قانون رقم 90.03 الذي يُلزم المؤسسات التعليمية بتعليم مادة التربية البدنية، يجب أن نفكر بجدية في واقع هذه الحصص. فبدلاً من استمرار هذا الوضع المزري، من الضروري أن تُعيد وزارة التربية الوطنية النظر في برنامج التربية البدنية. يجب أن يتم إلغاء حصص التربية البدنية في الساحات الإسفلتية واستبدالها بأنشطة رياضية أخرى تتناسب مع قدرات التلاميذ وتوفر بيئة آمنة.
اقتراحات عملية
تخصيص ميزانية لإنشاء ساحات رياضية: يجب على وزارة التربية تخصيص أموال لإنشاء ساحات رياضية وملاعب آمنة تتوفر فيها الشروط الملائمة لممارسة الأنشطة البدنية.
تأهيل الأساتذة: فتح أبواب مراكز التكوين لتخريج أساتذة مختصين في التربية البدنية، مما يضمن جودة التعليم في هذه المادة.
تنويع الأنشطة الرياضية: يمكن استبدال حصص التربية البدنية التقليدية بأنشطة رياضية متنوعة تتناسب مع الظروف الحالية، مثل الألعاب الذهنية أو الرياضات الداخلية التي لا تحتاج إلى مساحات كبيرة.
الرفع من الوعي: تنظيم ورش عمل تثقيفية للمدرسين وأولياء الأمور حول أهمية التربية البدنية في بيئة آمنة ودورها في تحسين الصحة النفسية والجسدية للمتعلمين.
إن ممارسة حصص التربية البدنية في الساحات المبسوطة بالإسفلت ليست مجرد مشكلة إدارية، بل هي قضية تتعلق بصحة وسلامة الأجيال القادمة. فبدلاً من الاستمرار في هذه المسرحية الرديئة، يجب أن نتوجه نحو تغييرات جذرية تضمن بيئة تعليمية آمنة ومناسبة، ترتقي بمستوى التعليم البدني وتحقق الفائدة المرجوة للتلاميذ.