أوضح هشام بن يحيى، أستاذ التأطير العلمي بمدينة العلوم بتونس، أن الأجسام الغريبة التي لمعت في سماء تونس مؤخرًا هي أقمار صناعية تابعة لشركة "سبايس إكس" المملوكة لإيلون ماسك. هذه الشركة المتخصصة في إرسال الأقمار الصناعية، تعمل منذ تأسيسها في عام 2002 على مشروع ضخم بدأ في 2012 لإطلاق مئات الآلاف من الأقمار الصناعية إلى الفضاء.
الحارس علي الجمل يقرر مغادرة النجم الرياضي الساحلي
مشروع طموح لتغطية العالم بالاتصالات
وأوضح بن يحيى أن هذه الأقمار الصناعية، التي يبلغ وزن كل منها حوالي 200 كيلوجرام، يتم وضعها في مدارات منخفضة على ارتفاع يعادل 2000 كيلومتر. الهدف من هذا المشروع الطموح هو تغطية الأرض بشبكة عنكبوتية للاتصالات، وهو ما يتماشى مع رؤية إيلون ماسك لتوفير الاتصال عبر الإنترنت في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بوسائل الاتصال التقليدية.
الأرقام تتحدث
أشار بن يحيى إلى أن شركة "سبايس إكس" أطلقت 4700 قمر صناعي في عام 2023 وحده، ومن المتوقع أن يصل هذا العدد إلى 12 ألف قمر صناعي بحلول عام 2025. ومع استمرار المشروع، قد يصل العدد إلى 120 ألف قمر صناعي بحلول عام 2037. هذه الأعداد الكبيرة تثير ضجة كبيرة، حيث أن وجود هذا العدد الضخم من الأقمار الصناعية في السماء ليس أمرًا معتادًا.
دعسوقة مكسيكية في تونس: حل ترقيعي لمشكلة الحشرة القرمزية
مشاهدات مثيرة في سماء تونس وليبيا
فيما يتعلق بما تم رؤيته في سماء تونس وليبيا، أوضح بن يحيى أن الصاروخ الذي يطلق الأقمار الصناعية لا يحمل قمرًا واحدًا فقط، بل مجموعة من الأقمار. وعندما يصل الصاروخ إلى مستوى معين في الفضاء، يبدأ بإطلاق هذه الأقمار تباعًا، مما يخلق مشهدًا لافتًا للنظر حيث تظهر الأقمار على شكل سلسلة مضيئة في السماء. بعد مرور أسبوع إلى 10 أيام، تتفرق هذه الأقمار وتغير مساراتها حول الأرض، حيث يتخذ كل قمر مسارًا خاصًا به ليغطي منطقة معينة ويعمل على ترددات معينة.
تفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي
أثارت هذه المشاهدات الكثير من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي في الأيام القليلة الماضية، حيث تداول المستخدمون صورًا وفيديوهات تُظهر هذه الأجسام الغريبة اللامعة في سماء عدة مدن تونسية. تعكس هذه المشاهدات التطورات التكنولوجية الكبيرة التي يشهدها العالم في مجال الاتصالات والفضاء، وتشير إلى المستقبل الواعد الذي ينتظرنا في هذا المجال.
بهذه المبادرات الطموحة، يبدو أن "سبايس إكس" تقود العالم نحو عصر جديد من الاتصالات الفضائية، مما سيجعل الاتصال بالإنترنت أكثر شمولية وسهولة في جميع أنحاء العالم.