في حدث ضخم أقيم في استوديوهات وارنر براذرز في كاليفورنيا، كشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، عن نموذجين جديدين للمركبات ذاتية القيادة، مما يبرز رؤية الشركة للمستقبل الذي تعتمد فيه المركبات على الذكاء الاصطناعي بالكامل. الحدث، الذي حمل عنوان "نحن الروبوت"، شهد الكشف عن "السيبركاب"، وهي سيارة أجرة ذات بابين بدون عجلة قيادة أو دواسات، إضافة إلى مركبة "الروبو فان"، القادرة على نقل ما يصل إلى 20 شخصًا.
مقالات ذات صلة:
تصاعد النزاع بين البرازيل وإيلون ماسك بعد فرض غرامة على شركتي "إكس" و"ستارلينك"
إيلون ماسك يحذر: الولايات المتحدة على شفا الإفلاس ويطالب بخفض الإنفاق الحكومي
إيلون ماسك يسخر من شركة "ميتا" بعد انقطاع خدمات فيسبوك وإنستغرام
"السيبركاب": بداية حقبة القيادة الذاتية
وفقًا لماسك، ستدخل "السيبركاب" خط الإنتاج في عام 2026، وستكون متاحة بسعر أقل من 30,000 دولار. وتُعتبر هذه السيارة جزءًا من رؤية ماسك لتسلا كشركة ذكاء اصطناعي وروبوتات، وليس مجرد صانع للسيارات. السيارة ستكون خالية تمامًا من السائق، وستعتمد على الكاميرات والذكاء الاصطناعي بدلاً من التكنولوجيا الباهظة مثل الليدار التي تعتمد عليها شركات أخرى.
إحدى الميزات المميزة لهذه المركبة هي أنها ستُشحن باستخدام تقنية استقرائية دون الحاجة إلى مقابس، مع تكلفة تشغيل تُقدر بـ 20 سنتًا فقط لكل ميل. ويُعد هذا الإعلان جزءًا من استراتيجية ماسك لتحقيق مستقبل قائم على القيادة الذاتية الكاملة.
تحديات وتساؤلات
رغم الحماسة الكبيرة من الجمهور ووسائل الإعلام، أبدى عدد من المستثمرين والمحللين مخاوف بشأن الجدول الزمني لتقديم هذه التقنيات. فعلى الرغم من العروض الرائعة، لم يقدم ماسك تفاصيل دقيقة حول مواعيد إطلاق أو اختبارات السيارات. قال دينيس ديك، أحد المستثمرين: "كل شيء يبدو مذهلاً، لكننا نريد رؤية جداول زمنية أكثر وضوحًا، كان السوق يتوقع توضيحاً أكثر".
التحديات في السوق
رؤية ماسك للمركبات ذاتية القيادة لا تزال تواجه عقبات. في حين كانت تسلا تخطط منذ سنوات لإطلاق سيارات أجرة ذاتية القيادة، تأخرت الخطط بسبب التحديات التقنية واللوائح التنظيمية الصارمة. هذا التأخير ألقى بظلاله على أداء الشركة في سوق السيارات الكهربائية. ومع ارتفاع معدلات الفائدة وانخفاض الطلب، تجد تسلا نفسها في موقف صعب يتطلب تقديم حلول مبتكرة لزيادة المبيعات.
يذكر أن تسلا ليست وحدها في سباق تطوير سيارات الأجرة ذاتية القيادة، حيث تواجه منافسة شرسة من شركات مثل "كروز" التابعة لجنرال موتورز و"زوكس" التابعة لأمازون. وعلى الرغم من أن هذه الشركات تعتمد على تكنولوجيا متقدمة مثل الليدار، فإن تسلا تركز على الكاميرات والذكاء الاصطناعي لخفض التكاليف.
ما هو القادم؟
بينما يواصل إيلون ماسك توسيع رؤيته لمستقبل القيادة الذاتية، يبقى السؤال حول مدى قدرة تسلا على التغلب على التحديات التقنية والتنظيمية. مع دخول سيارات الأجرة ذاتية القيادة مثل "السيبركاب" و"الروبو فان" مرحلة الإنتاج، قد تشهد صناعة السيارات الكهربائية تحولاً كبيرًا في السنوات القادمة.